أقدم مسؤولو قطاع الصحة على توقيف مدير مستشفى الشرفة بالشلف (باسم .ب) بسبب شكاوي المرضى العديدة التي رفعت في أكثر من مناسبة حول الخدمات الصحية و الإهمال واللامبالاة التي أضحت تميز هذا الهيكل الصحي. أسرت مصادر موثوقة ل(أخبار اليوم) أن القرار هذا جاء عقب زيارة مفاجئة للجنة التفتيش التي صالت وجالت بين أجنحة المستشفى وسجلت تقرير اسود عن النقائص الموجودة سيما ما تعلق بتسجيل نسبة كبيرة من الوفيات بين أوساط النساء الحوامل، حيث كان هذا الأمر القطرة الذي أفاضت الكأس وجعلت اللجنة الوزارية تضرب بيد من حديد ضد الإدارة على رأسها مدير المستشفى الذي تم توقيفه بعد هذه التجاوزات. وتشير شكاوي المرضى وأهاليهم في وسوء الاستقبال والسيدات الحوامل الأكثر تضررا، حيث يتم رفضهن أو توجيههن إلى مستشفيات مجاورة بذات الولاية دون أدنى اعتبار للانعكاسات السلبية التي تنجر وراء ذلك ما يجبر العديد من الأزواج على التوجه إلى العيادات الخاصة التي لا تناسب كل الشرائح الاجتماعية. هذا ما حدث حرفيا مع عائلة "إبراهيم .ز"، حيث رفض مستشفى الشرفة بالشلف استقبال امرأة على وشك وضع جنينها رغم أنها في اللحظات الأخيرة دون أي مبرر مقنع، وفي السياق ذاته تؤكد السيدة الزهرة أنها شعرت بآلام حادة حيث كانت عقارب الساعة تشير إلى الثامنة مساءا فقام زوجها بأخذها إلى مستشفى الشرفة وهناك أجرت لها إحدى القابلات الفحص ثم أخبرتها أن موعد الوضع لم يحن بعد فعاد بها إلى البيت لكن الآلام اشتدت عليها أكثر بعد ساعات قليلة فقط مما استدعى أخذها إلى المشفى منتصف الليل لتفاجأ هناك برفض القابلات استقبالها وإصرارهن على أن الولادة لم يحن موعدها وما عليها إلا الانتظار أو الذهاب فبقيت تصارع الآلام والأوجاع، وأمام رفض هذا المشفى التكفل بها قام زوجها بأخذها إلى مصلحة التوليد بالشطية والتي بدورها رفضت استقبالها ولم تكلف القابلات أنفسهن حتى الحديث معها من باب الإنسانية ونتيجة هذه التصرفات الإنسانية وغير اللائقة من طرف أصحاب المآزر البيضاء كادت المريضة أن تخرج عن صوابها ويرتفع الضغط لديها بسبب التسيّب واللامبالاة التي تعرضت لها من قبل هؤلاء وبعد أخذ ورد تم استقبالها بذات المستشفى تم منحها سريرا ترتاح عليه إلى حين موعد الولادة، غير أن هذه الأخيرة مارست عليها القابلات كل أنواع الإهانة والشتم لا سيما بعدما رفع زوجها شكوى لرئيس المصلحة ضدهن وبعد زيارة زوجها لها أخبرته عن تلك التصرفات المماثلة التي صدرت ممن يسمون بملائكة الرحمة. السيدة فاطمة الزهرة لم تكن الوحيدة حسب أقوالها بل كانت هناك سيدات أخريات لاقين نفس التصرفات اللا أخلاقية والطرد ببرودة أعصاب من طرف القابلات بمصلحة التوليد بمشفى الشرفة ولم يكن أمام هذا الزوج سوى التوجه إلى عيادة الإحسان الخاصة بالشلف مركز، وهناك بمجرد دخولها تبين أن السيدة على وشك الوضع فأدخلت إلى قسم الولادة لتضع مولودها في لحظات قليلة بعدما تم حقنها مباشرة والتكفل بها. زوج السيدة صرح لنا أن قسم التوليد بالشطية خاصة بالشرفة لا يستقبل في غالبية الأحيان إلا أصحاب المعريفة وانه واجه معاناة في تنقلاته من مستشفى لآخر لينتهي به الأمر بعيادة خاصة استنزفت كل ما يملك لدرجة انه اقترض بعض المال المتبقي من الأقارب على حد تعبيره وأنه دفع الثمن غاليا خصوصا بعد شعوره بالظلم في بلاده. وتعد هذه عينة من بين ملايين النساء اللواتي تمارس عليهن مثل هذه التصرفات والمعاملات اللاإنسانية في حقهن دون مراعاة الجانب الإنساني ضاربين الضمير المهني عرض الحائط في مختلف المستشفيات، ويعد ردع مدير مستشفى الشرفة وتوقيفه من طرف اللجنة الوزارية عبرة لكل مسؤول متهاون في حق أرواح الناس وعبث في راحتهم خصوصا النساء الحوامل اللواتي من المفروض يعاملن بطريقة مميزة وبرعاية خاصة دون غيرهن.