أرجأت أمس محكمة جنايات العاصمة النّظر في ملف جماعة أشرار تتكوّن من ثلاثة أشخاص مختصّة في الاعتداء على زبائن المراكز البريدية والبنوك المصرفية الطاعنين في السنّ، حيث يقومون بترصّدهم ومن ثَمَّ يوهمهم أحدهم بأنه بحاجة إلى مساعدة من أجل إنزال والدته المعاقة من الطابق الأوّل قبل مفاجأتهم في سلالم العمارات والاعتداء عليهم، حيث تمكّنوا من الاستيلاء على ما يفوق ال 100 مليون سنتيم. تمّت إحالة أفراد العصابة على محكمة الجنايات بجرم تكوين جماعة أشرار بغرض ارتكاب جناية والسرقة بتوافر ظروف التعدّد واستعمال العنف واستحضار مركبة، انكشفت ملابساتها وخيوطها بتاريخ 22 فيفري 2013 بناء على شكاوى تقدّم بها مواطنون طاعنون في السنّ تعرّضوا للسرقة باستعمال العنف المتمثّل في الخنق. حيث يقوم المتّهمون بتتبّع الضحايا من مراكز البريد والبنوك في مختلف مناطق العاصمة واستدراجهم إلى مداخل العمارات بحجّة مساعدتهم في نقل سيّدة معاقة، ليتمّ مباغتتهم من الخلف وخنقهم حتى يغمى عليهم والاستيلاء على أموالهم التي قاموا سبحها من البريد. وبعد التحرّيات تمّ إيقاف المدعو (و. سعيد) الملقّب ب (سعيد شقلب) على مستوى شارع (نورميدي) بباب الوادي من قِبل عناصر الأمن ليتمّ تحويله إلى التحقيق، أين اعترف بالأفعال المنسوبة إليه، مصرّحا بأنه تورّط في العديد من الاعتداءات المتبوعة بسرقة الأموال في حقّ الضحايا الطاعنين في السنّ رفقة شريكه المدعو (إسماعيل سفيان) وهو ابن حيّه. حيث كان الاثنان يترصّدان الضحايا بعد سحب أموالهم من مختلف مراكز البريد والبنوك على مستوى العاصمة، بعدها يقوم المتّهم بالدردشة مع الضحايا لكسب ثقتهم ومن ثمّة استدراجهم إلى العمارة موهما إيّاهم بأنه في حاجة ماسّة إلى إنزال والدته المعاقة من الطابق الأوّل، وبمجرّد دخول الضحية إلى العمارة يقوم شريكه المدعو (إسماعيل سفيان) بالهجوم عليه وخنقه من الجهة الخلفية إلى غاية فقدانه للوعي، وبعدها يجرّدانه من أمواله ويلوذان بالفرار ويتقاسمان المبلغ المالي ثمّ يخطّطان لعملية أخرى. من جهة أخرى، نفى المتّهم (إ. سفيان) في العقد السادس من العمر الوقائع التي صرّح بها المتّهم الأوّل، وقال إن معرفته به هي في حدود المساعدة فقط، أمّا المتّهم (م.ل) فقد نفى تورّطه في هذه القضية وهو خطيب ابنة المتّهم (إ.س)، وأضاف أنه كان يقوم بكراء السيّارة بطلب من صهره بغرض استغلالها في تنقّله عبر كافّة الولايات رفقة (و. سعيد). ومن جهتهم، الضحايا البالغ عددهم ثمانية أكّدوا عند استجوابهم من طرف قاضي التحقيق أنهم تعرّضوا للسرقة من طرف المتّهمين، حيث صرّح (ن. رشيد) بأنه بتاريخ 13 جانفي 2013 أثناء خروجه من مركز البريد بساحة الشهداء قام بسحب مبلغ 180 ألف دج تقدّم منه شخص يبلغ من العمر 60 سنة وطلب منه مساعدته في إنزال والدته من الطابق الأوّل، وبمجرّد ولوجه إلى مدخل العمارة فوجئ بشخص آخر يقوم بخنقه من الخلف، ليعود الشخص الأوّل لتفتيشه وتجريده من المبلغ المالي الذي كان بحوزته. أمّا الضحية الثاني فتعرّض لطريقة مغايرة تماما للخطّة الأولى المنتهجة من قِبل المتّهم الستّيني الذي قام بممازحته بحمل المبلغ ثمّ أعاده إليه، وبعدها اكتشف الضحية أن 8 ملايين سنتيم تنقص من أصل 24 مليون سنتيم الذي استخرجه من بنك حسين داي، في حين تعرّض الضحية الثالث لنفس عملية السرقة التي خطّط لها المتّهم الكهل من خلال سلبه 20 مليون سنتيم من مركز بريد بئر مراد رايس.