هذا العام يتزامن شهر رمضان مع فصل الصيف وموسم الإجازة المدرسية، كما جاء في عامين ماضيين، الأمر الذي يولد معطيات اجتماعية في مجالات عدة، لاسيما المساجد التي يزداد الإقبال عليها خلال الشهر الفضيل، من جموع الناس لأداء صلاة التراويح، وبعدها التهجد، وهي السنة التي يحرص عليها الكثيرون. اختيار المساجد يمون في العادة بحسب عوامل ومزايا مختلفة، يأتي في مقدمتها المسجد المناسب والإمام الجاذب للصلاة خلفه، خصوصاً في التراويح، بغض النظر إن كان هذا المسجد بعيداً عن البيت أو قريباً، ومهما كانت المشقة في العثور على موقف للسيارة أيضاً، مع حساب وقت تجاوز زحمة الطريق للوصول في الوقت المناسب. ورغم تعدد الأسباب في اختيار المسجد، إلا أن الغالبية يتفقون على اختياره لجمال الصوت الذي يبعث على الخشوع، ويستشعر معه بركة وروحانية شهر الصيام، ثم تأتي ميزة التخفيف وعدم الإطالة في الصلاة لدى بعض المصلين، أما المعيار الثالث فهو المسجد من حيث موقعه ونظافته والاهتمام بإنارته والنظام الصوتي المتوافر فيه كذلك. وبحسب كثير من رواد المساجد من الجنسين في رمضان، فإن صلاة التراويح عندهم (هي رمضان باختصار)، لذلك تجدهم حريصين على أدائها خلف إمام حافظ ومتقن وذي صوت شجي. صوت جميل في هذا الصدد؛ أشار أحد المصلين إلى أن المساجد التي يؤمها ذو الصوت الجميل، ويراعي في صلاته متطلبات المصلين، لابد وأن تشهد ازدحاماً شديداً، موضحاً أن عدداً من المصلين يختارون ويقتنعون بمساجد محددة ويقصدونها سنوياً لأداء صلاة التراويح في رمضان، رغم كثرة المساجد من حولهم. وأكدت مصلية اخرى أنها اعتادت الذهاب إلى مسجد معين منذ سنوات ولم تغيره حتى الآن، على اعتبار أن صوت الإمام يجعلها تضطر يومياً للذهاب إلى ذلك المسجد تحديداً، ما يضفي عليها روحانية مطلوبة في الشهر الكريم، رغم بعد المسجد نسبياً عن منزلها الذي يحاذيه مسجد آخر، وهي تقصده مباشرة من بعد الإفطار قبل أن يمتلئ بجموع النساء المصليات.