بمجرد قدوم شهر رمضان الكريم تكتظ مساجد البلاد بالمصلين، حتى الذين لم تكن من عاداتهم الصلاة. وتعد صلاة التراويح من المظاهر التي يحرص عليها الجزائريون نساء ورجالا وحتى أطفالا، لذا تشهد بعض المساجد اكتظاظا غير مسبوق، خاصة تلك التي تضم أئمة ومقرئين يتميزون بصوت شجي وقراءة حسنة. يحرص جزائريون في صلاة التراويح على اختيار المساجد التي يرتادونها، حيث تستقطب بعض المصليات والمساجد أعدادا غفيرة جدا تفيض بها قاعات الصلاة وتمتد للشوارع والأروقة المقابلة للمسجد أوالمصلى، بينما تبقى بعض المساجد الأخرى خاوية على عروشها.. ومن الشروط التي يحب الجزائريون توفرها في المسجد الذي يرتادونه في رمضان، زيادة على”الباركينغ” ومكيف الهواء، الصوت الحسن والتلاوة الشجية. وانطلاقا من هذه الاعتبارات تجد الكثير من المساجد والمصليات تفيض بالمصلين، ويتحول الإمام إلى نجم يخطب وده المصلون الذين يقطعون عشرات الكيلومترات من أجل الاستماع إلى صوته، مثل الشيخ ياسين الجزائري، الذي اعتاد إمامة المصلين بمسجد عبد اللطيف سلطاني بالقبة القديمة في العاصمة، حيث يروي شهود عيان عن رمضان العام الماضي أن المسجد استقطب أزيد من 10 آلاف مصلي من مختلف أنحاء العاصمة وحتى المدن المجاورة لها. وأضاف الشهود أن المصلين يحجزون مبكرا أماكنهم في مسجد عبد اللطيف سلطاني من أجل الاستمتاع بالصوت والقراءة الشجية للشيخ ياسين الجزائري، الذي صار أشهر من نار على علم ويتناقل أخباره المصلون المرتادون للمسجد. وقد تبرع العام الماضي العديد من المحسنين الميسورين بتقديم هدية مالية معتبرة للشيخ تشجيعا له للاستمرار في إمامتهم. وغير بعيد من حي القبة القديمة، نجد مسجد حيدرة الذي يسمى مسجد ”بي تي تي”، حيث تعود الشيخ دبياش على إمامة المصلين القادمين من مختلف الأحياء القريبة، وهو يستقطب الناس لصوته وأدائه الذي يأسر القلوب. ومسجد واد اوشايح حيث الشيخ كشاوي عبد الله، ومسجد بئر خادم ”مسجد مزوار” حيث الشيخ محمد زرارقة، وغيرها من الأسماء التي صار المصلون يتداولونها مثل أسماء النجوم ويتناقلون أخبارهم ويتبعون المساجد التي يصلون بها بحثا عن لحظات من الخشوع في الصلاة التي يوفرها الصوت الحسن للإمام أوالمقرئ، حيث تبقى صلاة التراويح من المواعيد المقدسة التي يحافظ عليها الجزائريون على مختلف شرائحهم واتجاهاتهم.. حتى الذين لا يصلون في الأيام العادية.