إلياس مرابط: "وجبة السحور ضرورية لتجنب فقدان الوعي" تعد وجبة السحور خلال شهر رمضان واحدة من أهم الوجبات التي لا يمكن الاستغناء عنها نظرا للفوائد الصحية التي توفرها للصائمين، بالإضافة إلى هذا والمهم في الأمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصنا بالسحور أثناء الصيام، فقد قال عليه أزكى الصلاة وسلام: (أن الله تبارك وتعالى وملائكته يصلون على المستغفرين والمتسحرين بالأسحار، فليتسحر أحدكم ولو بشربة من ماء، وأفضل السحور السويق والتمر)، ورغم ذلك فإن الكثير من الجزائريين يمتنعون عن التسحر ويفضلون النوم بدلا من الاستيقاظ تكاسلا منهم. عتيقة مغوفل تعد وجبات السحور الجزائرية إحدى أهم وأغنى الوجبات في العالم، لأنها تحتوي على الكثير من البروتينات و السعرات الحرارية التي بإمكانها مساعدة جسم الإنسان على الصمود لأزيد من 16 ساعة من الصيام، فكم هو كثير عدد العائلات الجزائرية التي تختار وجبة المسفوف بالزبيب لسحورها، الغنية بالبروتينات بالإضافة إلى شرب الحليب أو اللبن والذي يعد أحد أهم المشروبات الغني بالكالسيوم، بالإضافة إلى هذا فإن بعض النسوة يفضلن تحضير الفلان أو المحلبي الذي يعد أساسا من الأرز والحليب الغني بالألياف والسكريات، مع تناول بعض الفاكهة وشرب كميات معتبرة من المياه، هذه هي وباختصار شديد أكثر المأكولات التي يتسحر بها الجزائريون، فهي بالفعل تساعد الإنسان على صيام يوم كامل، ومع ذلك ورغم فوائدها إلا أن هناك بعض الأشخاص الذين يلغون هذه الوجبة الصحية من قوائم أكلهم، ويفضلون النوم عنها رغم أن الأطباء وأهل الاختصاص يولون اهتماما خاصا بها. السهر المطول يفوّت وجبة السحور وقد قامت (أخبار اليوم) بالتقدم من بعض الأشخاص الذي يلغون تماما وجبة السحور من قائمة طعامهم، وذلك من أجل معرفة الأسباب التي تمنعهم من ذلك. وأول من قبلناه كان نسيم واحدا من الشباب الذين استغنوا عن وجبة السحور منذ أول أيام الشهر الفضيل، وأصبح ينام عنها وذلك من شدة تعبه، فنسيم كثير السهر، فحسب ما أخبرنا به مرة يسهر مع أصدقائه في الحي يلعبون الدمينو، ومرة يسهر على الأنترنت، ومرة أخرى يخرج رفقة عائلته لزيارة الأهل والأقارب وغيرها من الأعمال التي يقوم بها، وحين يعود إلى البيت تكون الساعة لا تقل عن الثانية صباحا وهذا يعني بالنسبة له الخلود إلى النوم مباشرة من أجل الاستيقاظ مبكرا ومن ثمة الذهاب إلى العمل، وبالتالي الاستغناء عن السحور، عدنا وسألنا نسيم مرة أخرى هل يتناول شيئا قبل أن ينام، فأجابنا أنه لا يتناول شيئا بعد الحلويات التي يتناولها أثناء السهرة، فهو عندما يخلد للنوم يكتفي بشرب كأس ماء دون البحث عن أي شيء آخر. وردا على سؤالنا هل يشعر نسيم بالتعب الشديد أثناء فترة النهار، أجابنا أنه في حدود الثانية زوالا فما فوق يبدأ بالشعور بالتعب والإنهاك الشديدين لدرجة أنه يغفو في مكتبه قليلا عله يسترجع بعض قواه الضائعة، ليواصل نسيم حديثه إلينا أنه فور وصوله إلى المنزل ينام حتى أذان المغرب، حتى يرتاح ويسترجع بعض الطاقة الجسدية التي خسرها أثناء تأدية عمله. في حين أن أشخاصا آخرين لا يحبذون التسحر على اعتبار أن هذا الأخير يؤذيهم ويسبب لهم مشاكل صحية، وهو حال الآنسة سعاد صاحبة 34 عاما هذه الأخيرة كل رمضان تصوم دون سحور فالبنسبة لها يؤذيها ويشعرها بالغثيان، فقد أخبرتنا أنه كلما مرة تطلب منها والدتها التسحر بل أنها تغصبها على ذلك، وحين خضعت لرغبة والدتها وتسحرت شعرت بالغثيان، ما جعلها تتقيأ في حدود الثامنة صباحا، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد أحست بآلام على مستوى البطن وهو الأمر الذي أقعدها الفراش ولم تغادره حتى زارت الطبيب ووصف لها مسكن الآلام حتى استطاعت الشفاء وعادت لعملها، من حينها وهي تصوم دون سحور، سألناها كيف تحس فأخبرتنا أنه لا يصيبها شيء فهي تكون طيلة اليوم نشيطة وكأنها غير صائمة بل تشعر بالخفة والحيوية، وهو ما يساعدها على أداء عملها على أكمل وجه. الدكتور إلياس مرابط: "يجب عدم التفريط في وجبة السحور" ولمعرفة الرأي الطبي والصحي في الصيام دون سحور، خصوصا إذا ما علمنا أن للسحور فوائد كبيرة للإنسان، ربطت (أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بالدكتور إلياس مرابط رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية، حيث أخبرنا هذا الأخير أنه لابد على الصائمين التسحر يوميا وعدم التفريط في هذه الوجبة المهمة لجسم الإنسان، لإن اليوم طويل وفيه مشقة كبيرة للفرد، لذلك يجب على الإنسان أن يحصل على الطاقة خصوصا من يبذل جهدا بدنيا كبيرا، كما أضاف الدكتور مرابط أن الاستغناء عن السحور يؤدي إلى فقدان الوزن والشعور بالدوار وفقدان الوعي مع إمكانية حدوث صداع حاد، بالإضافة إلى إمكانية وقوع بعض المشاكل في الرؤية، هذا بالنسبة للشق البدني، في حين بالنسبة للشق النفسي فإن الصيام بدون سحور يؤدي إلى الشعور بالنرفزة، هذا بالنسبة للإنسان العادي، في حين بالنسبة للإنسان المريض فإن الأمر أشد صعوبة من ذلك، حيث أن هذه الفئة ملزمة بشرب الأدوية أثناء فترة السحور خصوصا بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض السكري، فالتسحر يؤدي بهم إلى التعرض إلى نقص المناعة وأعراض أخرى، كنزول مفاجئ لنسبة السكر في الدم ومن ثمة الدخول في الغيبوبة وقد تصل خطورة الأمر إلى الموت، لذلك يجب على كل إنسان مريض كان أو سليما أن يتسحر حتى يتفادى أية مشاكل يمكن أن يتعرض لها ليصبح فيما بعد في أمور أخرى هو في غنى عنها.