يعاني المسافرون عبر خط النقل الرابط بين القبة وبئر خادم من مشكل حقيقي حوّل حياتهم إلى جحيم، حيث يضطر المسافرون إلى الانتظار داخل الحافلة لمدة تتجاوز العشرين دقيقة، في ظل تعمد الناقلين الخواص التأخر حتى امتلاء الحافلة عن آخرها، دون الاكتراث لما يسببه هذا التأخر من غضب وتذمر شديدين وسط المسافرين، الذي من شأنه أن يتسبب في وصولهم متأخرين إلى وجهاتهم· غير أن المعاناة الحقيقية هي تلك التي يعاني منها المسافرون الذين يكونون في انتظار هذه الحافلات بالمحطات الأخرى على غرار محطات القبة القديمة وقاريدي 1و2، حيث يضطرون إلى انتظار هذه الحافلات لمدة تفوق الثلاثين دقيقة وفي بعض الأحيان تتجاوز الساعة، وإذا ما جاءت حافلة ما فعلى المسافرين الدعاء أن تكون غير مكتظة ليجدوا مكانا لهم فيها، أما إذا كانت مكتظة فعليهم الانتظار مرة أخرى ولنفس المدة تقريبا، الأمر الذي يزداد تعقيدا في ظل الغياب شبه الكلي لسيارات الأجرة أو حافلات أخرى تقربهم من وجهتهم، مما جعل أغلب المواطنين يتساءلون عن سبب هذا التأخر، في حين أنك إذا قصدت المحطة البرية للقبة فإنك تجد عددا كبيرا من الحافلات التي تشتغل على نفس هذا الخط، الذي أصبح يمثل هاجسا حقيقا للمواطنين، أضف على ذلك التأخر، التصرفات المشينة لبعض الناقلين وقابضي التذاكر الذين يتصرفون مع المواطنين وكأنهم عبارة عن قطع نقدية لا غير، ففي كثير من الأحيان يصل بهم الأمر إلى حد التقليل من احترامهم، حيث لا يهتم صاحب الحافلة للوقت الكبير الذي يضيعه في انتظار امتلاء الحافلة عن أخرها في المحطة الرئيسية، زد على ذلك تضييعه للوقت أيضا بين كل محطة وأخرى، وهو الأمر الذي زاد من استياء بعض المواطنين الذين التقيناهم بقاريدي(2)، إذ تقول إحدى السيدات إنها سئمت من الانتظار، فهي تنتظر الحافلة المتوجهة إلى بئر خادم منذ أكثر من عشرين دقيقة، في حين أنها ترى حافلات الخطوط الأخرى، خاصة الرابطة بين القبة وبن عكنون والقبة وبني مسوس تأتي تباعا، وفي مدة لا تتجاوز الخمس دقائق، أما حافلات خط القبة وبئرخادم على حد قولها، سيكون يوم سعدك إذا أتت حافلة دون أن تضطر إلى الانتظار، لتضيف أن هذا الوضع تسبب في كثير من الأحيان في تأخرها عن مواعيدها، فهي تقبع يوميا بذات المحطة لوقت يتجاوز الساعة في انتظار قدوم الحافلة المنشودة، ليضيف مواطن آخر أنه سئم من الانتظار، ومن سكوت السلطات المعنية عن الأمر، ليعقب أنه يضطر للذهاب إلى محطة بن عمار بالقبة ليستقل الحافلة التي من المفروض أن تمر على المحطة القريبة من مقر سكناه، إلا أن التأخر المفروض عليهم من قبل الناقلين ساهم في تأزم هذا الوضع يوما بعد يوم، ليضيف بأن سبب قيامه بهذه الخطوة الغريبة، جاء كنتيجة حتمية له، حيث أنه ذات يوم اضطر إلى انتظار الحافلة لمدة نصف ساعة، ولما أتت الحافلة لم تتوقف لأنها كانت ممتلئة عن آخرها بالركاب، ليقضي بعدها نصف ساعة أخرى حتى جاءت حافلة أخرى، وبالتالي تمكن من قصد وجهته، ليطالب السلطات المعنية بفرض نوع من الرقابة على هؤلاء الخواص، لإنقاذ المسافرين من شبح الانتظار الذي بات يهدد مواعيدهم المختلفة· من جهتهم أكد الناقلون الخواص الذين يملكون حافلات تشتغل على خط القبة - بئرخادم، أن السبب الرئيسي لهذا التأخر هو عدم وجود عدد كبير من المسافرين الذين يستغلون هذا الخط، ليكون لزاما عليهم الانتظار حتى امتلاء الحافلة، فهم أيضا يحاولون بعملهم هذا كسب لقمة العيش·