أكّد جلال الشويهدي، عضو مجلس النواب الليبي (البرلمان)، أمس الثلاثاء أن المجلس ناقش في جلسته المسائية أمس سحب السفير الليبي من تركيا احتجاجا على تصريحات الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان عقب مراسم تنصيبه حول عدم اعترافه بالبرلمان المنتخب. وأضاف الشويهدي في تصريح له لصحيفة (الشرق الأوسط) أن المجلس لم يقرّر بعد سحب السفير الليبي من أنقرة بصورة قاطعة، وأن الأمر مازال قيد الدرس والتشاور، و(نحن في نطالب الرئيس التركي بتوضيح تصريحاته الأخيرة). وكان رئيس تركيا رجب طيب أردوغان قد أعلن في وقت سابق ترحيبه بانتخابات مجلس النواب ودعمه الكامل له، لكنه سرعان ما تراجع عن تصريحاتة، واصفا المجلس بغير الشرعي وصرّح في كلمة تلفزيونية عقب مراسم التنصيب: (أساسا لا يمكن القَبول باجتماع البرلمان الليبي في طبرق)، معتبرا أن هذا (خطأ جدي)، وأضاف: (لماذا يجتمع البرلمان في طبرق وليس في العاصمة الليبية طرابلس؟ نحن لا نقبل بهذا أصلا، هذا أمر غير مقبول، هنا نحن في مواجهة وضع غير صحيح، لهذا فإن ما حصل في طبرق هو عملية نزوح وتشريد للبرلمان). ومن جهتها، دعت محكمة الجنايات الدولية المواطنين الليبيين والجاليات المقيمة في ليبيا إلى تبليغها بجرائم المليشيات الليبية: (أيّ مواطن ليبي أو غير ليبي تعرّض للعنف من قِبل أيّ ميليشيا في ليبيا [الاعتداء الجسدي، الخطف، السرقة وغير ذلك] يمكنه إشعارنا مباشرة وتزويدنا بكافّة المعلومات المتعلّقة بالحادثة من خلال مراسلتنا على العنوان التالي ...) تجده أسفل المقال. وكانت مدّعية المحكمة الجنائية الدولية هدّدت بأنها ستلاحق أمام القضاء المسؤولين عن الهجمات ضد المدنيين والأملاك العامّة في ليبيا التي تشهد أعمال عنف دامية منذ قرابة أسبوعين. وقالت المدعية فاتو بن سودة في بيان: (لن نتردّد في التحقيق حول جرائم ارتكبت في ليبيا ويعود اختصاص البتّ فيها إلى المحكمة، وفي ملاحقة المنفّذين أيّا كان وضعهم الرسمي أو انتماؤهم). وعملا بقرار الأمم المتّحدة الصادر في فيفري 2011 بعد بدء الثورة ضد نظام معمر القذافي (يمكن للمحكمة الجنائية الدولية ممارسة صلاحياتها حيال أيّ عمل إبادة وجريمة ضد الإنسانية أو جريمة حرب ترتكب على الأراضي الليبية منذ 15 فيفري). قذاف الدم: لا أعترف بفجر ليبيا وعلى الناتو تحمّل المسؤولية أكّد أحمد قذاف الدم، منسّق العلاقات المصرية الليبية السابق، أن (على الناتو تحمّل مسؤولية ما يحصل في ليبيا، ومن استدعوا الناتو سابقا قاموا باستدعائه الآن لأن من خان مرّة يخون ألف مرّة). وأضاف قذاف في مقابلة مع قناة (فرانس 24) بمناسبة الذكرى ال 45 لثورة الفاتح: (أهنّئ الشعب الليبي وكافّة الأحرار بالعيد 45 لثورة الفاتح البيضاء التي لم ترق فيها قطرة دم من الليبيين، وأهنّئ أسرة الشهيد معمر القذافي وحرمه وكلّ أبنائه الشهداء والأسرى)، وتابع قائلا: (أنا أحد جنود معمر القذافي وأحيّي الضبّاط الوحدويين الأحرار، ولا أعترف بأيّ حكومة في ليبيا لأنهم ما هم إلاّ حكومات تحرّكها دول الناتو ولا يمكن أن تكون ليبيا إلاّ برجوع مليوني ليبي مهجّر وإخراج أكثر من 10 آلاف أسير من السجون وناشد قذاف الدم كلّ ضبّاط الشعب المسلّح والشرطة ورجال الأمن استلام مواقعهم والدفاع عن المواطن الليبي)، مؤكّدا أنه لا يوجد ما يسمّى بفجر ليبيا ولا يؤيّد تلك الميلشيات لأن فجر ليبيا كان عام 69.