تمتّع الجمهور الخنشلي طيلة أيّام المهرجان الثقافي للموسيقى والأغنية الشاوية، والذي اختتم أمس السبت، بأغاني فلكلورية وأخرى عصرية من التراث صدحت بها حناجر الفنّانين الذين قدموا من كافّة ولايات المنطقة قصد المشاركة والمساهمة في إنجاح هذا العرس الذي احتضنته خنشلة، وممّا زاده نكهة هي بدايته التي أختير لها هذه المرّة تاريخ غرّة نوفمبر فاتحا لها وساحة أوّل نوفمبر وقاعة السينماتيك مسرحا له· وقد أثنى الجمهور على التنظيم المحكم الذي ساد المهرجان رغم كثرة المتوافدين، ولقد صال الفنّانون وجالوا على الرّكح وأمتعوا الجمهور واستمتع بهم وبوصلاتهم الغنائية المقدّمة· ولم تثن كثرة الأمطار المتساقطة على الساحة الجماهير الغفيرة عن الحضور والسّهر، كما لم تثن الفنّانين عن إمتاعهم بأجمل ما جادت به قرائحهم ودوّت به حناجرهم· لقد كان المهرجان عرسا حقيقيا لم يشهد له الجمهور الخنشلي مثيلا منذ الاستقلال بشهادة كلّ الحضور، كما شكرت لجنة التحكيم كلّ عمّال الثقافة لسهرهم على إنجاح المهرجان ووجّهت شهادة تقدير وعرفان للجمهور الخنشلي الذي ضرب أجمل الصور والأمثلة في الإقبال وحسن الخلق· كما اقترح السيّد جلّول الجموعي عضو لجنة التحكيم على الحضور والمسؤولين خلال مداخلته ضرورة تدوين ودراسة الموسيقى الشاوية والتراث الشاوي بصفة عامّة، والذي بقي متداولا بين الشفاه والآذان منذ أن دوّت به حنجرة الفنّان الرّاحل عيسى الجرموني وزلزلت به جدران قاعة الأوبرا في باريس، حيث كان أوّل فنّان عربي يصدح بالأغنية الشاوية خاصّة والعربية عامّة هناك· السيّد جلول ألحّ على ضرورة الحفاظ على هذا التراث كي نحمله ونوصله أمانة للأجيال ولن يتمّ هذا إلاّ بدراسته وتدوينه، كما دعا المسؤولين إلى ضرورة الإسراع في إنجاز معهد للموسيقى بختشلة، والذي برمج قبل معهد عنابة الذي هو بصدد فتح أبوابه للطلبة· كما أن النّقطة الأولى التي أثلجت صدر السيّد مدير الثقافة لولاية خنشلة هي نجاح المهرجان تنظيما وتسييرا وهذا بشهادة الفّنانين أنفسهم والجماهير·