فتح أبواب الاستثمار أمام الأجانب وسّع من انتشار صالونات الشيشة تدخين الشيشة قد تزايد على نحو معتبر خلال السنوات الأخيرة بالجزائر، فباتت المقاهي وصالونات الشاي تقدم (الشيشة) لزبائنها، ومع دخول المستثمرين من البلدان الشقيقة شاعت صالونات الشيشة والحجر بالكثير من الأحياء الجزائرية قبل أن تطال طلبة الجامعات أيضا، إلى درجة أنها صارت موضة ومفخرة لمدمنيها الذين قد يجهلون مضارها الكثيرة والتي يحذر منها الأخصائيون اليوم في كل مناسبة لأنها بوابة الأمراض التنفسية والرئوية الأخيرة ومهد السرطانات لأن تدخين الشيشة يعادل شرب 20 سيجارة في جلسة واحدة. انتشار ملفت لصالونات الشيشة ومن هذا المنطلق ارتأت (أخبار اليوم) النزول إلى الشارع وزيارة بعض المقاهي التي تقدم الشيشة بنكهات مختلفة، حيث أكد أبو فياض مستثمر سوري مقيم بالجزائر وصاحب مقهى شرقي أن زبائن هذه الأخيرة كثيرون، وأنها انتشرت بشكل لم يتوقعه في البداية، إلا أن التجربة أثبتت له عكس ذلك بعد فترة قصيرة من التجربة، غير أن تجربة الشيشة جلبت لمحله الشهرة في زمن قياسي، إذ توافد عليه هواة تدخين الشيشة من كل الجنسيات العربية وحتى الجزائريين الذين جربوها لأول مرة بعد أن قادهم فضولهم لاستكشافها فراقت لهم وأدمنوا عليها، ومنهم من كان قد اعتاد عليها أثناء تنقله إلى البلدان الشقيقة لأن كل البلاد العربية دون استثناء تقدم في مقاهيها الشيشة حتى تلك القريبة منا كتونس والمغرب وليست دول المشرق والشام فحسب، لكن يضيف صاحب المحل لجأت محلات أخرى في بعض الأحياء الراقية إلى تقديمها حتى تحظى بنفس الشعبية وتجذب زبائن جدد غالبيتهم من النساء والأجانب والطلبة أيضا، وبعد فترة خرجت من الأحياء الراقية وانتشرت أكثر فأكثر في أغلب صالونات الشاي، في المركبات السياحية والفنادق ولم نعد نحتكرها كما كنا في أول الأمر لكن هذا لا يمنع بأننا من روادها هنا بالجزائر، وزبائننا من الأوفياء الذين لم يغادرونا، لكن اتساع شريحة مدخني الشيشة بالجزائر جعلت المحلات الأخرى تستقطب زبائن جدد. أما فتحي هو شاب جزائري صاحب صالون شيشة جاءته الفكرة من خلال كثرة رحلاته إلى البلدان العربية الشقيقة يقول إنه كان يدخن الشيشة في مقاهي لبنان وتونس منذ كان في سن المراهقة وبغير علم أهله ما جعله يعتاد عليها، في حين وقت عودته إلى الجزائر أصبح يشتاق لجلسات الشيشة والجو المبتهج الذي يغمره رفقة الأصدقاء وسماع الموسيقى الشرقية الأصيلة. النسوة الفئة الأكثر إقبالا على الشيشة وفعلا فإن زبائن الشيشة كان جلهم من المشارقة المقيمين في الجزائر في أول عهدها بالجزائر، إلا أن فئة زبائنها توسعت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة بعد أن تفشت في أوساط الجزائريين، وخاصة النساء والفتيات، التقينا ببعض الفتيات اللواتي يدخن الشيشة اقتربنا منهن وكانت البداية مع (صورايا) تقول إنها ما أن سمعت من زميلاتها في العمل عن أحد الصالونات التي يقدم صاحبها الشيشة لزبائنه حتى قصدته رفقتهن، ومنذ أن ذاقتها بنكهاتها المختلفة والمغرية صارت تتردد من حين إلى آخر على المحل حتى وهي وحدها. في حين أكدت دليلة الزوجة الشابة بأنها وجدت الشيشة في بيتها وزوجها مدمن عليها ليس من اليوم، بل منذ أن درس بلبنان ونال شهادة الدكتوراه هناك، وهو اليوم يحضر لزملائه القدامى وأصدقائه جلسة شيشة ويجلب كل معداتها من الخارج. خطر على صحة الإنسان وأشارت الدكتورة (ساحلي جويدة) أن هذا النوع من التبغ يسبب الإصابة بسرطان الرئة والحنجرة بخمس مرات أكثر من تدخين السجائر العادية، ونادت المتحدثة بضرورة الابتعاد عن السجائر والشيشة معا مع التأكيد على أن الشيشة أخطر من التدخين العادي بخمس مرات، ناهيك عن احتمال متزايد لنقلها لكثير من الأمراض المعدية الأخرى كالسل، حيث يؤدي استعمالها المتكرر وتنقلها من شخص الى آخر في تفشي عدوى الأمراض التنفسية، وما ينبغي أن يعرفه الكثير من الناس وخاصة الشباب تضيف الدكتورة أن هذه الأدوات لا تخضع لأية مراقبة ولا يتم تنظيفها إلا في مرات نادرة وهو ما يتسبب حتما في كوارث صحية نحن في غنى عنها، كما دعت السلطات المحلية إلى منع هذا التدخين في المقاهي.