بقلم: فاطمة الزهراء بولعراس ماذا أكتب عن الحرمين ؟؟؟ وهل هناك شيء لم يقل بعد فيهما ؟؟ ولهما وعليهما هل هناك حرف لم يتضاعف في وصفهما هل هناك كلمة لم ترب في مدحهما وأين أنا من العلماء الذين عمروه ؟؟ وأقاموا صلواتهم فيهما تحف بهم ملائكة الرحمة ويحتفي بهم الرحمن ؟؟ أين أنا ممن ألفوا الأسفار الضخمة ودونوا الرحلات العظمى نحو البيت العتيق ؟؟ على كل ضامر آتين من كل فج عميق ؟؟ أين أنا من ملوك وأمراء خشعوا هنا صلوا وبكوا ودعوا وسمعت حيطان الحرمين شهقاتهم وخبّات تنهداتهم وزفرات توبتهم وأوبتهم؟؟ أين أنا من أجيال وأجيال توالت على الحرمين...تعمرهما.....تسبح فيهما تعتمر ...تحج.....تطوف بالبيت العتيق ؟؟ أين أنا من عظماء وعلماء حلوا به ركنوا بجواره إلى ان ارتحلوا عن الدنيا تاركين الأهل والديار سعداء بجوار البيت والروضة أين أنا من كل هؤلاء كي أكتب عن الحرمين ؟؟ لكني سأكتب....سأكتب عنهما سأكتب برجفة إيمان... سأكتب بشهقة توبة ورجاء سأكتب بحسرة ندم على ما فرّطت في جنب الله سأكتب برعشة الروح بخفقة القلب بدمعة العين بصرخة العمر...أن لا إله الله....محمد رسول الله سأكتب بدهشة عن آيات تتجلى...عن أنوار تتدلى.....عن أعين تفيض......عن ألسنة تذكر ....عن أنفس تلهج.... وعن قلوب تشرق بالإيمان...؟؟ وسأكتب أيضا عن الكعبة المشرّفة والروضة المنوّرة لن أتحدث عن جمال المعمار ولا عن حسن المكان ولكن سأتحدث عن جمال أرواح صفت لوجه كريم يُحمد ونفوس لهجت لرب رحيم يُعبد عن عيون بكت من خشيته وأفئدة ذابت من محبته ومحبّة رسوله الأكرم عن حب من يحب الله ورسوله صفيا...تقيا مخلصا له الدين سمحت لنفسي أن أكتب عن الشرف الذي حصل لي بزيارة الحرمين عن النور الذي غمرني وأنا أطوف ببيت الله العتيق عن السكينة التي غمرت قلبي وأنا أكرم جبهتي بالسجود في روضة المصطفى عليه الصلاة والسلام وفي المسجد الحرام وسأكتب وأنا خجلى..... صغيرة..... ضئيلة..... أمام جلال النور الذي ينبعث من مكان أقام فيه أشرف خلق الله المصطفى الحبيب عليه الصلاة والسلام...الذي جاهد في الله حق جهاده لا يكلف إلا نفسه عليك الصلاة والسلام يا حبيبي يا رسول الله يالك من رحمة مهداة ونور مبين ؟؟ وسبحان الله سبحان الله الذي اختار مكان الكعبة الشريفة والروضة المنيفة واختار زمن الحج والمواقيت سبحان الله الذي اختار من الرسل ما شاء واختار إبراهيم لإنجاز البناء واختار محمدا خاتما لكل الأنبياء سبحان الذي ألهم أمنا هاجر أن تسعى في البحث عن الماء وألهم إسماعيل البر والطاعة العمياء.....ثم كان الكبش والفداء....سبحان الله......سبحان الله ...... سبحان الله ولا إله إلا الله...الله أكبر سبحان الله ....سبحان الله...سبحان الله.... * مكةالمكرمة يوم 28 سبتمبر 2014