وافق مسؤولون عسكريون أمريكيون وأتراك على تدريب ألفين من المعارضة السورية المعتدلة في مركز تدريب عسكري تركي نهاية الشهر المقبل، جاء ذلك خلال الاجتماع الثالث للجانبين في مقر هيئة الأركان العامة التركية في العاصمة التركية أنقرة لمناقشة خطة تسليح وتدريب المعارضة السورية المعتدلة ، حسب ما ذكرت مصادر لصحيفة (حريت) التركية الصادرة أمس السبت. وأضافت المصادر، التي لم يذكر اسمها، أنه سوف يتم تدريب عناصر الجيش السوري الحر ، بما في ذلك التركمان السوريين، في مركز هيرفانلي للتدريب العسكري في إقليم أسكيشهر وسط (الأناضول)، وتابعت أن عسكريين أمريكيين سوف يشاركون في التدريب وسوف تقوم الولاياتالمتحدة بتقديم الأسلحة للمعارضة السورية وبتحمل تكاليف التدريب. وأشارت المصادر إلى أن التدريب سوف يبدأ في نهاية الشهر المقبل. وأضافت المصادر أن أنقرة وواشنطن لم تتفقا على تدريب مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، لذا سوف تقوم الولاياتالمتحدة بتدريبهم في منطقة كردستان العراق. وأبدت أنقرة فتورا إزاء فكرة تدريب مقاتلي الاتحاد الديمقراطي لأنها تعتبره تابعا لحزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه) المحظور نشاطه في تركيا. وكانت (حريت) قد ذكرت الجمعة أن التدريب يقتصر على المجموعات المسلحة المعتدلة السورية التي تقاتل ضد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا باسم (داعش). يذكر أن تركيا لا تشارك في التحالف الدولي والعربي الذي تقوده الولاياتالمتحدة للتصدي لتنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات شاسعة في سورية والعراق. ووضعت تركيا أربعة شروط للانضمام إلى التحالف وهي إعلان منطقة حظر جوي وإقامة منطقة آمنة وتدريب المعارضين السوريين وتزويدهم بالسلاح، بالإضافة إلى شن عملية ضد قوات الرئيس الأسد نفسه. تركيا.. الحليف الاستراتيجي اعتبر السفير الأمريكي السابق لدى أنقرة فرانسيس ريتشاردوني أنه لا يمكن التفكير باستقرار الشرق الأوسط حتى تتفق تركيا وإسرائيل على نقطة واحدة، جاء ذلك خلال حديثه في ندوة حول (ميراث أتاتورك في العلاقات التركية-الأمريكية) عقدت في السفارة التركية بواشنطن. وأكد ريتشاردوني أن الولاياتالمتحدة ترغب برؤية علاقات مستقرة بين أنقرة وتل أبيب، حيث تبدو العلاقات بينهما حالياً بحالة توتر، مبينا أهمية كلا الطرفين، التركي والإسرائيلي، بالنسبة لواشنطن. وأشار ريتشاردوني إلى أنه لا يرى تحسناً في العلاقات التركية-الإسرائيلية على المدى القريب، وأضاف: (نحن نهتم بهذا الأمر بشكل كبير، والرئيس أوباما يهتم بهذا الأمر ويتابع، وكذلك وزير الخارجية جون كيري، يستمر بالمساهمة في هذا الصدد). وشدد المسؤول الأمريكي على أن الشرق الأوسط لا يملك قدرة دفاعية، حيق قدرته هذه هي الأقل في العالم من هذا الناحية، وأن الصراعات الحاصلة تحمل معها أخطاراً كبيرة. وفي سياق آخر، أوضح أن مرور المقاتلين الأجانب إلى سوريا عبر تركيا وازدياد قوتهم هناك، لا يؤثر على العلاقات الأمريكية-التركية وأنّه يعتبرها مشكلة مشتركة بين الطرفين اللذين يعانيان منها. يذكر أن لريتشاردوني خبرة دبلوماسية في تركياوالعراق والأردن وإيران ومصر، كما سبق وأن تم تعيينه لرئاسة فريق حكومي أمريكي يشرف على مرحلة نقل السلطة للعراقيين صيف عام 2004.