الله تعالى أعظم من كل عظيم في وجوده، لأن وجود الله واجب أبدا وأزلا، وأعظم من كل عظيم في علمه وقدرته وقهره وسلطانه ونفاذ حكمه. وقيل: الله عظيم لأن العقول لا تصل إلى كنه صمديته، والأبصار لا تحيط بأبعاد عزته، وقيل: العظيم هو الذي لا تكون عظمته بتعظيم الأغيار، وجل قدره عن الحد والمقدار. وقيل: العظيم هو الذي ليس لعظمته بداية، ولا لجلاله نهاية، وقيل هو الذي لا تهتدي العقول لوصف عظمته ولا يحيط بكنهه بصيرة، فهو العظيم بوجوب وجوده وكل ما سوى الله فهو حقير بالنسبة إليه، بل كالعدم المحض. وقيل هو الذي تسجد العقول على أعتاب عظمته، وتصعق الأرواح عند تجلي عزته، وتتلاشى الموجودات عند ظهور كبريائه وتتضاءل الكائنات عند ظهور آلائه. ويقول الدكتور أحمد الشرباصي في موسوعة (له الأسماء الحسنى): إن ذكر اسم الله (العظيم) جاء في ستة مواضع من القرآن الكريم، فقد جاء ذكره في آية الكرسي بسورة البقرة: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم). وفي سورة الشورى: (له ما في السموات وما في الأرض وهو العلي العظيم). وفي سورة الواقعة: (فسبح باسم ربك العظيم). وفي سورة الحاقة: (إنه كان لا يؤمن بالله العظيم)، وختم السورة بقوله: (فسبح باسم ربك العظيم). وتكلم بعض العلماء عن أدب العبد المؤمن مع الله العظيم فذكر أن من غلب على عقله تعظيم الله خضع لهيبته، ورضى بقسمته، ولا يرضى بدونه عوضا، ولا ينازع له اختياراً، ويبذل في رضاه كل مستطاع، لأن من أدرك عظمة ربه صغرت الأشياء أمامه، فإذا أهمه أمر قال: يا عظيم، نسألك باسمك العظيم أن تكفيني كل أمر عظيم.