علمت أخبار اليوم من مصادر قضائية بأن التحقيق في فضيحة تبديد أموال الخدمات الاجتماعية مجمّع صيدال، والذي تمّت مباشرته منذ ما يقارب الأربعة أشهر من طرف قاضي التحقيق بمحكمة الحراش قد توصّل إلى تحديد قيمة الثغرة المالية الذي قدّرها الخبير المالي بعد أسابيع من التدقيق بملياري سنتيم بعدما كانت الخبرة الأولى قد حدّدتها ب 14 مليار سنتيم تمّ تبديدها في استئجار مخيّمات وشاليهات وغرف في كبرى المركبات السياحية بكلّ من وهران والعاصمة، فضلا عن تحويل إطارات صيدال أموال الخدمات الاجتماعية في شكل هدايا مجاملات لغير إطارات صيدال· واستفاد هؤلاء من الأغنام التي تقتنى لفائدة عمّال صيدال في العيد الأضحى، وهي الوقائع التي جعلت كلاّ من رئيس مجلس مساهمات فرع بيوتيك ومدير الخدمات الاجتماعية بالإضافة إلى أربعة إطارات آخرين يشغلون مناصب أعضاء بلجنة تسيير الخدمات الاجتماعية في قفص الاتّهام· وقد أمر قاضي التحقيق بإحالة ملف القضية على غرفة الاتّهام لتأكيد جملة التّهم الموجّهة للمتّهمين والمتعلّقة بجرم اختلاس وتبديد أموال مديرية الخدمات الاجتماعية بمجمّع صيدال وتحديد جلسة المحاكمة في ال 22 من الشهر الجاري· وتعود حيثيات القضية الذي انطلق التحقيق فيها شهر جويلية الفارط من طرف الفرقة المالية والاقتصادية لأمن ولاية الجزائر بعد اكتشاف ثغرة مالية قدّرت ب 14 مليار سنتيم من طرف محاسب الشركة، وعليه تمّ تعيين خبير مالي وقف على جملة من التجاوزات في المديرية من خلال تحويل أموال الخدمات الاجتماعية لفائدة أشخاص غرباء عن الشركة· وقد وجّهت أصابع الاتّهام في بداية التحقيق إلى كلّ من رئيس مجلس مساهمات فرع بيوتيك التابع لشركة صيدال المسمّى ع·س ومدير الخدمات الاجتماعية وحدة الحرّاش م·ب، أصحاب شركات أخرى تمّ وضعهم تحت الرقابة القضائية· وقد توصّلت الخبرة المنجزة إلى أن عملية تبديد الأموال تمّت من خلال استئجار مخيّمات وغرف بمركبات سياحية بوهران والعاصمة لتنظيم عطل صيفية لفائدة العمّال استمتع بها أشخاص غرباء وأقارب المتّهمين، فيما تمّ تحويل جزء من الأموال المخصّصة لاستئجار المركبات السياحية إلى حسابات المتّهمين· كما تمّ تحويل جزء هامّ من الأغنام التي تمّ اقتناؤها للعمّال لفائدة الإطارات الموقوفة، حيث كان يستفيد منها أيضا مقرّبون منهم، أمّا الأغنام المتبقّية فيتمّ بيعها، أمّا ريعها فيعود للأطراف المتورّطة في القضية· كما خلص تقرير الخبرة إلى تضخيم فواتير تتعلّق بهدايا نهاية السنة وبعض الحفلات التي يسهر مجمّع صيدال على تنظيمها في مختلف المناسبات، فضلا عن نصب واحتيال ضد شركات متعاقدة مع مديرية الخدمات الاجتماعية، منها شركات أجهزة كهرومنزلية، من خلال تهرّب المتّهمين عن تسديد مستحقّاتها· أمّا الخبرة الثانية التي تمّ إجراؤها بعد طعن محامي المتّهمين في نتائج الخبرة الأوّلية فقد توصّلت إلى أن التجاوزات الممارسة على مستوى مصلحة الخدمات الاجتماعية كبّدت مجمّع صيدال خسارة ملياري سنتيم، وهي الخبرة التي اعتمد عليها قاضي التحقيق في متابعة المتّهمين بالأفعال المنسوبة إليهم· وتجدر الإشارة إلى أن القاضي أمر بإيداع كلّ من رئيس لجنة المساهمات بفرع بيوتيك ومدير الخدمات الاجتماعية رهن الحبس الاحتياطي، فيما تمّ وضع بقّية المتّهمين الأربعة تحت الرقابة القضائية في انتظار ما ستسفر عنه جلسة المحاكمة المقرّر عقدها بعد غد الاثنين·