عالجت الغرفة الجزائرية بمجلس قضاء العاصمة ملف 04 إطارات في الجوية الجزائرية، من بينهم المدير العام السابق (ج. محمد) ورئيس مصلحة الموارد البشرية (أ. عبد الرزاق) و(ل. لطيفة) المكلّفة بالمنازعات القانونية والمتّهم (ح.ر)، إلى جانب (ل. أمير) ابن عقيد سابق ومؤسّس شركة (MEA) الكائن مقرّها في بريطانيا ويحمل الجنسية البريطانية، بعد متابعتهم بجنح إبرام صفقات مخالفة للتشريع وتبديد أموال عمومية، ممّا كبّد الخزينة العامّة أموالا طائلة على خلفية إبرام صفقة بخصوص تجهيز مقرّ جديد للجوية الجزائريةببريطانيا. اِلتمس ممثّل الحقّ العام عقوبة 08 سنوات سجنا نافذا في حقّ ابن العقيد السابق والمدير العام السابق للجوية الجزائرية وعقوبة 05 سنوات حبسا نافذا في حقّ كلّ من المكلّف بالموارد البشرية والمستشارة القانوية، في حين اِلتمس تسليط عقوبة 03 سنوات حبسا نافذا على المتّهم (ح.ر) بناء على وقائع الملف التي تعود إلى سنة 2009 عندما تقدّم مدير جديد بالخطوط الجوية الجزائرية بشكوى بخصوص وجود خروقات مسجّلة في العقود، وأن تلك التجاوزات تتعلّق بتبديد المال العام. وعلى إثر الشكوى تمّت مباشرة التحقيق في القضية، حيث توصّلت مصالح الضبطية القضائية إلى أن المقرّ الجديد للخطوط الجوية الجزائرية في بريطانيا توسّط فيه المتّهم الرئيسي (ل.أ)، وبيّنت التحرّيات أن المقرّ كان مجهّزا بمختلف التجهيزات إلاّ أن العقود والفواتير تمّ تضخيمها من خلال المصاريف الباهظة، خاصّة وأنه تبيّن أن المقرّ كان مجهّزا مسبقا، كما اتّضح أن المتّهمين كانوا ضمن لجنة إبرام الصفقات الخاصّة بالإعلام الآلي وتكوين الموظفين الجزائريين وصيانة المُعدّات. كما توصّل التحقيق إلى قيام المتّهم المدعو (ل. أمير) بالاستشارات القانونية في الجوية الجزائرية، أين أصبح وسيطا دون أيّ سند، وهو إجراء مخالف للتشريع، حيث أصبح المتّهم بموجب ذلك وسيطا بين شركة الخطوط الجوية الجزائرية والعديد من الشركات الأخرى ببريطانيا بتواطؤ مع إطارات الجوية الجزائرية في الجزائر. وتبيّن أن المتّهم الرئيسي كان يأخذ مقابل الصفقات التي يعقدها بطريقة غير قانونية أموالا ضخمة، وذلك بجلب شركات من معارفه لعقد صفقات مع شركة الخطوط الجوية بتواطؤ مع بقية المتّهمين الذين كانوا يتنقّلون بين بريطانياوالجزائر ويعقدون اجتماعات في فترات متقاربة. وقد توصّلت التحقيقات إلى أن معظم الفواتير مضخّمة، خاصّة وأن المتّهمين استغلّوا فرصة وجود مشاكل قضائية بين الخطوط الجوية الجزائرية وموظفيها في دولة بريطانيا، حيث كان رئيس الخطوط الجوية الجزائرية آنذاك يكلّف المتّهمين بالإمضاء على العقود في غيابه، من بينها العقود محلّ المتابعة القضائية، ما منعه من المراقبة المستمرّة للعقود المبرمة والصفقات. ومن بين التجاوزات التي توصّل إليها التحقيق أن المتّهم الرئيسي (ل.أ) كان يتنقّل رفقة عائلته على متن طائرات الخطوط الجوية الجزائرية دون أن يدفع المصاريف مقابل الخدمات المقدّمة. وخلال سماع المتّهمين أثناء التحقيق الابتدائي اعترفوا بالجرم المنسوب إليهم، مؤكّدين أنهم كانوا يتلقّون الأوامر من عند المتّهم الرئيسي (ل.أ)، ليتراجعوا فيما بعد أمام هيئة المحكمة، ناكرين الوقائع المتابعين بها، وأنه لا علاقة لهم بالتجاوزات والخروقات التي كانت تحدث في الخطوط الجوية الجزائرية، حيث صرّح المدير العام بأنه لا علاقة له بالصفقات المبرمة بين الجوية وشركة (MEA) البريطانية، وأن مسؤولية ذلك تقع على المستشارة القانونية والمكلّف بالموارد البشرية، لأن مراجعة الصفقات من صلاحيتهما ويستوجب عليها التواجد أثناء إمضاء العقود. وأمام هذه المعطيات تمّ إدراج القضية في المداولة للفصل فيها الأسبوع المقبل.