أجمع المشاركون في ملتقى وطني حول الأمير عبد القادر انتظم يوم الخميس بمعسكر أن شخصية مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة تعد جامعة بكل المقاييس . وأكد المشاركون في هذا اللقاء الذي أقيم بمناسبة إحياء الذكرى ال182 للمبايعة الثانية للأمير عبد القادر أن الأمير القائد العسكري الذي قاد المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي هو نفسه الذي وضع أسس الدولة الجزائرية الحديثة وهو الشاعر الملهم وعالم الدين والمفكر والإنسان الذي يتعاطف مع القضايا الإنسانية العادلة. وتمت الإشارة إلى أن الأمير عبد القادر نظم الجيش ووضع لمنتسبيه رتبا وأجورا وقسمهم على وحدات تحت إشراف قادة ميدانيين بينما أقام دولة بوزارات مختصة وعاصمة ونظّم الزكاة وأقام مصانع للأسلحة والبارود وجلب لها الخبراء من مختلف نواحي الجزائر. كما أبدع في المجال الثقافي بكتابة الشعر والبحث في العلوم الدينية والتصوف ووقف إلى جانب مسيحيي سوريا. من جهته أكد والي معسكر السيد أولاد صالح زيتوني خلال افتتاح أشغال الملتقى المنظم من طرف كلية العلوم الإنسانية والإجتماعية لجامعة مصطفى اسطمبولي لمعسكر ومديرية الثقافة أن اهتمام الأمير عبد القادر بمقاومة الاستعمار الفرنسي وقيادته الشخصية لقواته في العديد من المعارك لم تمنعه من العمل على وضع مقوّمات الدولة المختلفة من بناء جيش قوي إلى تنظيم الإدارة والاقتصاد والصناعة . كما اهتم -حسب نفس المسؤول- بالجانب الديني والثقافي من خلال تشجيع التعليم في مختلف المجالات والمشاركة الشخصية في الإنتاج المعرفي وهو ما سمح له بترك تراث غزير يتوجب على الجزائريين إحياؤه ونشره في أوساط المجتمع عرفانا للدور الكبير لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة . وبمناسبة إحياء هذه الذكرى عرض مكتب للهندسة المعمارية الدراسة الخاصة بمشروع متحف الأمير عبد القادر المعتمدة مؤخرا من قبل وزارة الثقافة وهو المرفق الذي سينجز بوسط مدينة معسكر على مساحة 6 ألاف متر مربع بمنطقة قريبة من مجموعة من المعالم التاريخية التي تعود لفترة المقاومة الشعبية للأمير عبد القادر. كما عرضت دراسة خاصة بترميم مسجد المبايعة بوسط المدينة الذي بني خلال الفترة العثمانية وشهد المبايعة الثانية للأمير في نوفمبر 1832.