أحيت معسكر، يوم الخميس، الذكرى 182 لمبايعة الأمير عبد القادر الأولى وهي مبايعة تمت بموقع شجرة الدردار في غريس جنوب عاصمة الولاية. وشارك في الاحتفائية، التي تصادف ستينية الثورة التحريرية المظفرة، جمع كبير من أفراد الأسرة الثورية وطلبة ومختصين في تاريخ الجزائر، إضافة إلى السلطات الأمنية والولائية، تابعوا باهتمام البرنامج الثري المخلد لمبايعة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر القائد والصوفي والشاعر الذي تخطت سيرته حدود العالم العربي. احتضنت الملتقى بالمناسبة جامعة معسكر "مصطفى اسطمبولي"، الذي كان مناسبة للتذكير بمواصفات الأمير والقيام بمشاريع، منها وضع حجر الأساس لعدة مرافق عمومية ومعارض فكرية لمؤلفات عبد القادر قائد المقاومة المنظمة الجزائرية، ومعارض أخرى فنية وثقافية تخللتها ألعاب للفنتازيا والفروسية. وكشف والي معسكر، أولاد صالح زيتوني، جدوى الاحتفالات المخلدة لذكرى مبايعة الأمير، التي تدخل في إطار ما توليه الجزائر للحفاظ على الذاكرة الوطنية وقامات التاريخ الجزائري من خلال إعادة الاعتبار للموروث التاريخي والثقافي لهم، على غرار ما خلفه الأمير عبد القادر من آثار ما زالت تشهد عليها زمالته المتنقلة في سيدي قادة ودار القيادة والمحكمة ومسجد المبايعة الثانية وسط المدينة بمعسكر، حيث سيتم ترميم هذه المعالم التي ماتزال واقفة تروى عظمة الرجل وحنكته السياسية وشموخه العالمي. وقد أنجزت لذلك دراسات تقنية مؤهلة لإعادة الاعتبار للمعالم التاريخية، حيث يصنّف أغلبها ضمن التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو. كما جاء في مداخلة والي معسكر، أن مشروع إنجاز المتحف الوطني للأمير عبد القادر، الذي يحاذي دار القيادة ومحكمة الأمير عبد القادر، حظي هو الآخر بعناية فائقة من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بعد عرض الدراسة التقنية التي ألمت بالجوانب التاريخية والعمرانية العصرية قصد إنجاز يخلد ذكرى أبطال الدولة الجزائرية. وقال الوالي أولاد صالح زيتوني: "لقد تمت المطابقة والمصادقة على دراسة إنجاز المشروع الهام الذي يجمع كل مضامين تاريخ الأمير عبد القادر وتاريخ الدولة الجزائرية العصرية، من قبل وزارة الثقافة. وركز المتدخلون في الملتقى على شخصية الأمير عبد القادر، التي جمعت بين العسكري والسياسي والمثقف والإنساني، الذي تعاطف مع القضايا الإنسانية دون أن يجد الاهتمام في كتابات المفكرين وأهل الثقافة والعلم. وأعطيت أمثلة عن استراتيجية الأمير الحربية في تنظيم الجيش وتقسيمه إلى وحدات قتالية وصناعة الأسلحة. كما تحدث أساتذة ل "الشعب"، عن دوره في تنظيم شؤون الدولة بإقامة وزارات مختصة وعاصمة وهي كلها تعد نواة الدولة التي ناضل بقوة السلاح من أجل إقامتها غير متقبل بالمرة الاحتلال الفرنسي البغيض. ومعروف عن الأمير عبد القادر، كتاباته الشعرية واجتهاداته في البحث في العلوم الدينية والتصوف. وكان لموقفه التاريخي إلى جانب المسيحيين بالشام، التقدير الكبير، إلى درجة أن هناك من اعترف بأنه مؤسس القانون الدولي الإنساني قبل هنري دونان السويسري، الذي أنشأ اللجنة الدولية للصليب الأحمر.