مقتطفات من أجمل ما كتبت الروائية رضوى عاشور التي رحلت مساء أمس عن 68 عاما وإرث أدبي أثر في أجيال من القراء. أطياف: اختزال الحياة إلى مأساة خالصة، منزلق إلى الكذب تحمل الأيام اختباراتها الصغيرة، والكبيرة، وطريقا تتفرع مع كل سؤال، وغوايات تستدرج الأصدقاء إلى وهم صعود يهبط بهم ثم يهبط أكثر فتراهم يبتعدون، يتركون لها الوحشة والخذلان، والغضب أحيانا. يوسف لم يصعد ولم يهبط، بقي متينا كجدران بيت إن التعود يلتهم الأشياء، يتكرر ما نراه فنستجيب له بشكل تلقائي، كأننا لا نراه؛ لا تستوقفنا التفاصيل المعتادة كما استوقفتنا في المرة الأولى، نمضي وتمضي، فتمضي بنا الحياة كأنها لا شئ. أثقل من رضوى: مقاطع من سيرة ذاتية الحياة في نهاية المطاف تغلب، وإن بدا غير ذلك، والبشر راشدون مهما ارتبكوا أو اضطربوا أو تعثرت خطواتهم والنهايات ليست نهايات، لأنها تتشابك ببدايات جديدة.. مادامت للأرض ذاكرة، فلابد أن للزعفران ذاكرة ولابد أنه أيضا ينتظر لكي يُخرج شَطاه ويفترش الحيز ويتوسع، لأنه لم يعد يخص سيدة مسنة تقيم في قصر، بل شبابا عجيبا، ناهضا رغم رحيله، يأتنس الزعفران بوجودهم ويرتاح لتلك الرائحة التي يتحير إن كانت رائحته وقد زادت مع الزمن قوتها، أم هي رائحتهم الكتابة فعل أناني وطارد يفرض درجة من العزلة الداخلية، ينفيك عمن حولك أو ينفي من حولكم ويضعهم على الرف إلى حين فعل ينفي الآخرين ليخاطبهم ويكتب حكاياتهم، يقصيهم ليراهم أكثر يبتعد ليقترب، ويعزلك ليتيح لك تبديد وجودك المفرد وإذابته في وجودهم ومكانهم وزمانهم عجيب !