أدانت أمس محكمة جنايات العاصمة شابّين من باب الوادي، في العاصمة، بأربع سنوات حبسا نافذا على خلفية تورّطهما في تكوين جماعة أشرار بغرض الإعداد لتهمة محاولة السرقة الموصوفة المقترنة بظروف الليل والكسر وتحطيم ملك الغير بعد أن ضبطا متلبّسين بمحاولة سرقة مركز بريد بولوغين، في الوقت الذي طالب فيه ممثّل الحقّ العام بتسليط عقوبة 20 سنة سجنا. تفاصيل القضية تعود وقائعها إلى تاريخ 3 نوفمبر 2013، عندما تمكّن المتّهمان من اقتحام مكتب بريد بولوغين على الساعة الثالثة صباحا بعدما صادفا أثناء توجّههما إلى المسمكة بباب الوادي في العاصمة وجود أضواء البريد مشتعلة، لتتبادر إلى ذهنهما فكرة سرقة الأموال، وما هي إلاّ لحظات حتى تمكّنا من الدخول إلى الفناء المتواجد به البريد، حيث عثرا على أغراض مكّنتهما من تحطيم القضبان الحديدية وأقفال مكتب البريد باستعمال رافع العجلات ومفكّ البراغي، وهي الأدلّة التي عرضها قاضي الجلسة أثناء المحاكمة. وفي نفس الوقت الذي كان المتّهمان ينفّذان فيه مخطّطهما سمع قابض البريد الذي يقطن في نفس البناية التي يتواجد بها مكتب البريد أصواتا غريبة، حيث لمح القابض الذي تمّ الاستماع إليه كشاهد خلال مراحل التحقيق أحد المتّهمين وهو يقوم بتفتيش مكتب البريد، حيث عثر على خزنة فولاذية حاول تحطيمها للاستيلاء على محتوياتها، فيما قام شريكه بالتسلّل إلى شبابيك تسديد رواتب الزبائن. المتّهمان لم يتمكّنا من الاستحواذ على المسروقات لتلقّي مصالح الضبطية القضائية بلاغا من القابض تفيد بتسلّل مجرمين إلى مكتب البريد تمّ على إثرها إرسال فرقة البحث والتحرّي التي كانت بالجوار إلى مسرح الجريمة وتمّ القبض على المتّهمين، الأوّل يدعى (خ.ف) فرّ إلى مؤسسة تربوية بالمنطقة، والثاني (ب.ك) قفز إلى بستان سفارة الفاتيكان بالسيّدة الإفريقية. وقد أنكر المتّهمان جميع التهم المنسوبة إليهما، حيث صرّحا بأن تواجدهما في مسرح الجريمة كان بمحض الصدفة ولم تكن لديهما أي نيّة للسطو على مركز البريد، وقد تفاجآ بعملية القبض عليهما من طرف مصالح الأمن، غير أن هذه التصريحات لم تقنع النيابة العامّة التي أوضحت أن بصماتهما كانت في المكان وهو دليل قاطع على إدانتها، ملتمسا تسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافذا قبل إصدار حكم الإدانة السابق ذكره.