أكد مختصون شاركوا في دورة تكوينية وطنية حول الزرع القوقعي لدى الأطفال التي اختتمت أول أمس بقسنطينة، على أهمية إعادة تحديد وتفعيل مهمة المختصين في الأرطوفونيا وذلك من أجل تكفل أفضل بالصمم لدى الأطفال. وفي مداخلة لها أمام 70 مختصا في الأرطوفونيا قدموا من 13 ولاية خلال هذا اللقاء الذي افتتحت أشغاله يوم الجمعة الفارط بمبادرة لجمعية ذوي الزرع القوقعي لولاية قسنطينة، اعتبرت السيدة رشيدة تومي وهي مختصة أرطفونية بالمركز الاستشفائي الجامعي مصطفى باشا بالجزائر العاصمة أن نجاح العمليات الجراحية للزرع القوقعي مرتبط بدور المختص الأرطفوني. وترتكز مهمة المختص الأرطفوني على تمارين قراءة حركة الشفاه قبل زرع قوقعة السمع وكذا المتابعة النفسية بعد العملية الجراحية التي تستهدف التكيف مع البيئة الاجتماعية، وفقا لما أوضحته هذه الأخصائية على هامش هذه الدورة التكوينية التي احتضنتها دار الشباب أحمد سعدي بحي فيلالي بحضور أولياء أطفال وأطباء نفسانيين وطلبة في الأرطفونيا (علاج النطق) من عديد ولايات الوطن. من جهته، أوصى السيد منار بولكرشة رئيس جمعية ذوي الزرع القوقعي بإنجاز مراكز متخصصة بقسنطينة، مسلطا الضوء على ضرورة المرافقة النفسية والأرطفونية لهؤلاء الأطفال. وأفاد في هذا السياق بأن نجاح عملية الزرع القوقعي لا يعني بأن الطفل استعاد بطريقة تلقائية قدرته على النطق لأنه يتعين عليه التكيف مع الوضع الجديد، لافتا إلى أنه إذا لم يتم التكفل بالطفل بشكل جيد بعد التدخل الجراحي ستكون العملية دون جدوى، وتعمل جمعية ذوي الزرع القوقعي لولاية قسنطينة التي تأسست في مارس 2014 بشكل تطوعي على مساعدة هؤلاء المعاقين، لاسيما الذين ينحدرون من عائلات معوزة مثلما تمت الإشارة إليه. وتتكفل الجمعية في الوقت الحالي ب71 طفلا من فئة الصم البكم تتراوح أعمارهم بين 3 و12 سنة من قسنطينة وأيضا من ولايات أخرى بشرق البلاد على غرار أم البواقي وفالمة وسكيكدة، كما صرح به ذات المسؤول قائلا إنه تم فتح 3 أقسام متخصصة من أجل التكفل يوميا ب8 تلاميذ تحت إشراف أساتذة متخصصين ومختصين في الأرطوفونيا، وذلك من أجل تشجيع إدماجهم الاجتماعي . وقد استفاد ما لا يقل عن 70 طفلا من فئة الصم البكم يقطنون بولاية قسنطينة من عمليات زرع قوقعي بمستشفيات كل من الجزائر العاصمة وقسنطينة وعنابة وباتنة وورفلة ووهران وذلك منذ سنة 2007.