* أربع هزّات في بضع ساعات في العاصمة والبليدة * ال CTC مطالب بالتحرّك لتحديد أثر الزلازل الأخيرة على بيوت الجزائريين استيقظ ملايين الجزائريين أمس الثلاثاء على وقع ما لا يقلّ عن أربع هزّات أرضية قاربت شدّة اثنتين منها الخمس درجات، وهو ما أدخل الرعب في نفوسهم، لا سيّما المقيمين منهم في البيوت الهشّة الذين فضّل بعضهم البحث عن مأوى آخر يحتمي به مؤقّتا في انتظار زوال (خلعة الزلزال) أو الحصول على سكن محترم بإمكانه مقاومة الهزّات الأرضية المتوسّطة. تحوّلت الهزّات الأرضية والزلازل المتكرّرة هذه الأيّام في الجزائر العاصمة والبليدة إلى (ظاهرة) تثير موجة من التوجّسات لدى الخبراء المعماريين والمواطنين على حدّ سواء، خصوصا وأن النسيج العمراني لهاتين الولايتين يشهد وجود عدد كبير من البنايات الهشّة القديمة والجديدة غير المطابقة لمعايير السلامة العمرانية، وهو ما يجعل قاطني هذه السكنات عرضة للخطر الداهم في أيّ وقت، خصوصا إذا علمنا بأن تنبّؤات الخبراء تشير إلى أن هذه الفترة تعرف نشاطا كثيفا للزلازل. أعادت الهزّات الأرضية إلى الأذهان صورة اليوم الأسود من شهر ماي 2003، حيث سجّل زلزال أمس موجة من الخوف والهلع لدى سكان ولاية البليدة والعاصمة على حدّ السواء، أين بلغت شدّته 4.9 على سلّم (ريشتر)، حسب المركز الأوروبي لرصد الزلازل، مع العلم أنه أحسّ به العاصميون وذلك في حدود الساعة التاسعة صباحا. وللتذكير، تعرّضت الجزائر العاصمة كذلك في الفاتح أوت الماضي لزلزال بقوة 5.6 درجات على مقياس (ريشتر)، حدّد موقعه على نحو 19 كلم شمال شرق مدينة بولوغين وأسفر عن مقتل 6 أشخاص وجرح 420 آخرين بسبب حالة الهلع التي نجمت عن الهزّة الأرضية العنيفة. أضرار جسيمة في البنايات وقطع الطريق المؤدّي إلى حمّام ملوان تسبّبت الهزّة الأرضية التي ضربت صباح أمس منطقة الشبلي شرق ولاية البليدة في أضرار جسيمة في البنايات، سيّما على مستوى منطقتي الشبلي وحمّام ملوان، إلى جانب قطع الطريق المؤدّي إلى هذه الأخيرة.وقد حدّد مركز الهزة الارضية على عمق 8 كلم شرق ولاية البليدة على بعد 3 كلم شمال-غرب حمام ملوان، تبعتها هزّة ارتدادية بلغت شدّتها 4.7 درجة على سلّم (ريشتر) في حدود الساعة 9:59 صباحا. وكانت هزّة ضربت منطقة بوفاريك في حدود الساعة 7:33 صباح أمس بلغت قوّتها 3.8 درجة على سلّم (ريشتر)، تلتها هزّة بمنطقة بوفرة بشدّة 3.9 على سلّم (ريشتر)، ليبلغ عدد الهزّات 4 هزّات منذ صباح الثلاثاء، حسب المرصد الأمريكي لرصد الزلازل. فيما أعلنت وزارة الداخلية والجماعات المحلّية في بيان لها أنه لم يتمّ تسجيل أيّ ضحية بشرية أو خسائر مادية جرّاء الهزّة الأرضية التي ضربت منطقة الشبلي بولاية البليدة بعد أن تأكّدت هذه المعلومات بعد المعاينات الأوّلية التي باشرتها كلّ من الحماية المدنية ومصالح الأمن الوطني. وفي هذا الإطار، صرّح رئيس بلدية حمّام ملوان عنيش إبراهيم بأنه تمّ تسجيل عدّة إصابات وحالات إغماء وسط السكان الذين تعرّضت بناياتهم للعديد من التصدّعات والتشقّقات جرّاء الزلزال الذي ضرب أمس المنطقة، لافتا إلى أنه سجّل كذلك قطع الطريق المؤدّي إلى حمّام ملوان في المنطقة المسمّاة (المقرونات). ولم تتسبّب الهزّة الأرضية -حسب بيان وزارة الداخلية والجماعات المحلّية- في وقوع أيّ ضحايا، وأشار رئيس بلدية حمّام ملوان إلى أنه يجري حاليا تقديم المساعدات اللاّزمة للمواطنين والتحكّم في الوضعية التي وصفها ب (المتأزّمة)، وأفاد في هذا السياق بأن العديد من المواطنين، سيّما منهم القاطنون في السكنات الهشّة (حي المحتشد) يتواجدون حاليا مع عائلاتهم خارج منازلهم خوفا من الهزّات الارتدادية التي تصاحب الهزّة الأرضية. كما سجّلت ذات الوضعية في منطقة الشبلي مركز الهزّة، حيث استقبلت مصلحة الاستعجالات عدّة حالات لإغماءات وكسور جرّاء الهزّة، سيّما منهم كبار السنّ. بوناطيرو: هزّة الساعة التاسعة شدّتها 5 درجات صرّح الدكتور لوط بوناطيرو، المختصّ في علم الفلك، بأنه تمّ تسجيل هزّة أرضية جديدة ب 5 درجة بنواحي حمّام ملوان على الساعة 9 صباحا، سبقتها هزّة أولى ب 3.8 بضواحي الدويرة على الساعة 6 و33 دقيقة صباحا، مشيرا إلى أن هاتين الهزّتين تابعتان للنشاط الموسمي المرتقب والمعلن عنه منذ أيّام في وسائل الإعلام المختلفة ومتزامنا مع دورة 11 سنة لنشاط الشمس النووي، وكذا اقتران الشمس بالقمر لشهر ربيع الأوّل 1436 الذي حدث على الساعة 2 و36 دقيقة من صباح الثلاثاء. وقال بوناطيرو: (سبق وأن أعلنا منذ 2003 أنه في 2014 سوف يعود النشاط العالمي والمحلّي إلى التفعيل، إذن كما تشاهدون كلّ شيء يُحصي بالعلم، ونظريتي المبتكرة حول الكوارث الطبيعية تتجسّد ميدانيا، والتباين الحراري بين فصل الصيف الذي كان ساخنا وفصل الشتاء الذي صار ممطرا ومثلجا ينبئ بتواصل هذا النشاط، ويُصنّف هذا النشاط الموسمي في قلب المحيط المتيجي للعاصمة ضمن الزلازل الناتجة عن الضغط في المياه الجوفية للوديان الباطنية للأرض عندما تلتقي بنظيرتها، المياه الممطرة الباردة التي سقطت مؤخّرا). وأضاف بوناطيرو أن هذا النّوع من الزلازل لا علاقة له بمناطق اِلتقاء الصفائح القارية التي قد تلعب دور المساعد لذلك. الحماية المدنية تدعو إلى الحذر من جانب آخر، دعت مصالح مديرية الحماية المدنية كافّة المواطنين إلى التحلّي بالصبر وعدم الهلع في حال وقوع هزّات مماثلة، مع تجنّب استعمال الأدرج والشرفات أو البقاء عند النوافذ وعدم الخروج من المنازل إلاّ بعد حوالي 05 دقائق من وقوع الهزّة، إلى جانب التأكّد من سلامة كلّ من في المنزل قبل الخروج والحرص على أخذ الوثائق اللاّزمة والضرورية فقط، بالإضافة إلى عدم استعمال الهاتف لتمكين أصحاب الأولوية والمتضرّرين من الاتّصال وعدم اكتظاظ الشبكة، وكذا الاتّصال بالحماية المدنية، الشرطة، الدرك الوطني في حال الضرورة أو وقوع أيّ خطر على الأملاك أو الأشخاص. وأوضحت مصالح الحماية المدنية بولاية البليدة أن كافّة وحداتها مجنّدة حاليا في الميدان، حيث تجري عملية تعرف على مستوى كافّة مناطق الولاية مجهّزين في ذلك بسيّارات إسعاف وأطبّاء لتقديم الإسعافات الضرورية للمواطنين، مشيرة إلى أنه لم يتمّ بعد تحديد الخسائر التي ألحقها الزلزال. ومن هنا يستلزم على أغلب الجزائريين الذين يعيشون خاصّة في مباني من عدّة طوابق أن يقوموا بإحضار خبراء المباني لطمأنتهم عن الحالة الحقيقية لأساسات مبانيهم عقب الهزّات الأرضية التي ضربت الجزائر هذا الشهر.