قضت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة بإدانة أمير سرية الأرقم (ح. جمال) المكنّى (حمزة) رفقة شريكه (ب. عثمان) غيابيا ب 20 سنة سجنا نافذا، فيما طالب ممثّل الحقّ العام في حقّ عنصرين من شبكة دعم وإسناد تابعة له بتسليط عقوبة 15 سنة سجنا نافذا عن جناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلّحة وتشجيع أعمالها وتمويلها وعدم الإبلاغ عن جناية. كشف الملف القضائي للمتّهمين أن أمير سرية الأرقم (حمزة) الناشطة في منطقة الوسط (العاصمة، بومرداس، تيزي وزو) عمد مؤخّرا إلى الاستعانة بالعناصر الإرهابية التي قضت عقوبتها من أجل تجنيد الشباب وتزويدها بالمؤونة، حيث عاود الاتّصال بالمتّهمين (ن. يوسف) و(ق. فاتح) المنحدرين من بلدية دلس مباشرة بعد خروجهما من السجن، حيث وافق على العودة إلى العمل المسلّح وقام بتزويده بالهواتف النقّالة والمواد الغذائية عدّة مرات وهذا بمنطقة وادي القصلاري بولاية تيزي وزو. وقد تمّت الإطاحة بعنصري الدعم شهر فيفري 2014 بناء على معلومات وصلت إلى الفرقة المتنقّلة للشرطة القضائية المختصّة في مكافحة الإرهاب بالقبة مفادها وجود نشاط مشبوه لعناصر دعم وإسناد بمنطقة الوسط. وقد تمّ استغلال المكالمات الهاتفية للمتّهم (ن. يوسف)، حيث تبيّن أنه أجرى أزيد من 104 مكالمة هاتفية مع الأمير (حمزة) الذي صدر في حقّه 45 حكما قضائيا متعلّقت بملفات إرهابية، وعليه تمّ التنقّل إلى منزله الكان بسيدي داووداين والعثور على سلاح ناري مخبأ تحث وسادته في غرفة نومه، وبعد استجوابه صرّح بأنه اِلتقى بالأمير (حمزة) بعد 3 أشهر من خروجه من السجن في حقل العنب الذي يعمل به في بغلية وعرض عليه فكرة العمل كعنصر دعم وإسناد وتجنيد بعض الشباب الراغبين في الانخراط في صفوفهم، وعليه قام بالاتّصال بصديقه (ش. فاتح)، حيث قام بمرافقته إلى مخبأ العناصر الإرهابية بغابة حمرونة وتزويدها بالهواتف النقّالة والمؤونة ومبالغ مالية متفاوتة، حيث كان مرة يعتمد على درّاجته النارية ومرة أخرى على سيّارة يقوم المتّهم الثاني بكرائها، كما كان يقوم بتعبئة رصيد أمير سرية الأرقم. وعند مواجهة المتّهمين الموقوفين بالتهم المنسوبة إليهما فنّداها جملة وتفصيلا، حيث صرّحا بأن جميع اعترافاتهما الأوّلية كانت تحت الضغط والتعذيب، وأنهما لا يعرفان بعضهما، في حين أظهرت التحريات أنهما قضيا عقوبتهما في نفس الزانزانة. وصرّح المتّهم (ش. فاتح) بأنه فعلا تنقّل إلى منطقة وادي القصاري وذراع الميزان، لكن ليس بغرض تمويل الجماعات الإرهابية، بل بغرض اقتناء سيّارة وكان برفقة شخص قام بذكره في التحقيق وتمّ استجوابه ونفى واقعة اِلتقائه بالإرهابي (ب. عثمان) في غابة حمرونة الذي كان مرفوقا بجماعة الإرهابيين مدجّجين بالأسلحة وهذا من أجل إيصال أحد المجنّدين الجدد وقيامه بمغادرة المكان بعدما سلّم (ب. عثمان) رقم هاتفه للبقاء على اتّصال. وأمام هذه الوقائع اِلتمس ممثّل الحقّ تسليط عقوبة 10 سنوات سجنا على المتّهمين، في الوقت الذي كانت فيه هيئة المحكمة قد أدانت أمير سرية الأرقم رفقة المتّهم الرابع الفارّ ب 20 سنة سجنا نافذا.