* مئات اللاّجئين الأفارقة يستقرّون في بجاية اِنتقلت حمّى تشييد الأحياء الفوضوية من المواطنين الجزائريين إلى اللاّجئين الأفارقة، حيث أقدم الكثير منهم ممّن يحملون جنسيات مالية ونيجيرية على التجمّع في بعض أحياء مدينة بجاية ليقيموا ما يشبه الأحياء الفوضوية على أمل أن يتمّ ترحيلهم إلى سكنات لائقة بدل نقلهم إلى ملاجئ ومخيّمات خاصّة أو إلى بلدانهم الأصلية. قرّر بعض اللاّجئين الأفارقة استغلال تساهل السلطات المحلّية مع كلّ ما هو فوضوي لإقامة أحياء سكنية في مدينة بجاية، فبعد ما تعرّضوا له من تشرّد في الولايات الحدودية انتقل العديد منهم إلى ولايات الشمال، ومنها بجاية، ثمّ أقدموا على خطوة أخرى وهي تشييد أحياء فوضوية انطلقت بنصب مخيّمات. وقد تنقّلت (أخبار اليوم) في زيارة استطلاعية إلى حي إحدادن، حيث استقرّت أكثر من 30 عائلة (إفريقية) بعد أن تمّ تشييد خيم أو ما يشبه الأكواخ، حيث اتّضح أنهم يقيمون فيها يوميا وحوّلوا الحي العريق والمتواجد منذ عهد الأتراك بقلب المدينة إلى حي فوضوي. وعند اقترابنا من أحد اللاّجئين، وهو من جنسية مالية، سألناه عن سبب تواجدهم في هذا المكان؟ قال إنهم (تنقّلوا بصفة غير شرعية فارّين من الحرب من منطقة إلى أخرى حتى وجدوا السكينة في الجزائر، فيما أكّد أنهم يعاملون معاملة حسنة من طرف سكان المدينة. وفي حديثنا مع أحد سكان الحي قال (إنهم مجبرون على تحمّلهم ومساعدتهم باسم الإنسانية، خاصّة وأنهم يعيشون بعيدا عن أوطانهم)، موضّحا أن (أطفالهم هم أكثر من يكسب عطفنا ومحبّتنا لهم)، فيما قال آخر (إن على المصالح الوصية اتّخاذ تدابير لإبعادهم عن المدينة لأنهم متخوّفون من الأمراض). ويقول متتبّعون إن الانتشار العشوائي لبعض المهاجرين الأفارقة أصبح داخل معظم التجمّعات السكنية يشكّل خطرا كبيرا على الصحّة العمومية، خاصّة أمام توفّر مؤشّرات تدهور أوضاعهم الصحّية نتيجة موجة البرد، فضلا عن تنامي وجود أمراض معدية خطيرة، على غرار فيروس (إيبولا)، وهو الأمر الذي يستدعي اتّخاذ إجراءات من قِبل السلطات لتبديد مخاوف المواطنين وتخليص الشوارع والفضاءات العامّة من التشويه الكبير الذي طالها جرّاء استفحال ظاهرة التسوّل الجماعي. من جانبها، قالت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس إنه لا يمكن اللّجوء إلى العنف والقوة لحمل المهاجرين على العيش في مراكز الإيواء، على غرار مركز الساكت، مؤكّدة أن هذا الإجراء من شأنه أن يشوّه ويخدش سمعة الجزائر وتجاوبا مع السياسة العامّة للجزائر التي تؤمن بحرية تنقّل الأشخاص. وحسب المتحدّثة ذاتها فقد تمّ تخصيص جميع الإمكانيات البشرية والمادية لتوفير ظروف مريحة لهؤلاء اللاّجئين بالإضافة إلى الرعاية الصحية، أين يسهر أطبّاء وممرّضون لمديرية الصحّة لولاية بجاية عليهم إلى حين إيجاد حلّ نهائي، سواء بعودتهم إلى بلدانهم الأصلية أو ملجأ يجمعهم في إطار منظّم.