قال المطرب التونسي "مهدي آر. تو. إم" إن أغنية "أوباما" التي أطلقها لسخريته من الرئيس الأمريكي في ألبومه الجديد "من الباب للباب"؛ تأتي ردًّا على عدم وفاء الأخير بوعوده للعرب والأفارقة. وأشار في الوقت نفسه إلى أن سبب تسميته الألبومَ بهذا الاسم هو انتماؤه إلى منطقة شعبية في تونس، مبررًا طرح ألبومه في الأسواق مجانًا وبدون أي مقابل مادي، بالقرصنة التي يتعرض لها في سوق الغناء. وقال "آر. تو. إم"، في تصريحاتٍ لموقع قناة الآم بي سي: "انتقدت باراك أوباما في أغنيةٍ تحمل اسمه؛ لعدم وفائه بوعوده للعرب والأفارقة، وكتبت كلمات الأغنية بأسلوب ساخر؛ لأن الفن ما هو إلا مرآة عاكسة للواقع بما يحمله من مشاغل وهموم، وإن كانت سياسية". وكشف المغني التونسي أن ألبومه الأول "من الباب للباب" الصادر مؤخرًا في الأسواق التونسية، يسلِّط الضوء على عدد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها من مشاغل الإنسانية، على غرار أغنية "الأمبوبة" -لفظ دارج تونسي يعني المصباح الكهربائي- التي تنتقد السلوكيات السلبية للتونسي. وهناك أيضًا أغنية "وقتاش نطير" الراصدة همومَ الشباب وطموحاتهم وأحلامهم، والتي أغلبها تتجه إلى ظاهرة الهجرة، وأخرى بعنوان "أنقذوا الإنسانية"، وغيرها من الموضوعات المعاصرة والساخنة. وأرجع "آر. تو. إم" سبب اختياره اسمَ "من الباب للباب" عنوانًا لألبومه إلى انتمائه إلى منطقة شعبية في العاصمة التونسية، كانت مهدًا لانطلاق موسيقى "الهيب هوب"، وهذه الأحياء تدعى بأسماء الأبواب، مثل "باب الفلة"، و"باب الجديد"، وغيرهما، فكانت إيقاعات "الآر. إن. بي" و"الراب" و"الروك" تنتقل من باب إلى باب أو من حي إلى حي. وأضاف المغني التونسي: "واجهت صعوبات طوال سنوات عملي في الوسط الفني، ولم تَحْظَ موسيقاي بشركة إنتاج تتبناني أو تنفذ أعمالي". وفي السياق ذاته، حمَّل المغني التونسي قراصنة الأعمال الفنية المسيطرين على السوق مسؤولية تردِّي حال الأغنية المحلية، قائلاً: "ظاهرة القرصنة كانت السبب وراء طرح ألبومي مجانًا لصالح شركة "فوني" التونسية، على أن تقوم بتسويقه"، مؤكدًا "ذلك أفضل من تحميله مجانًا من مواقع الإنترنت". وعلى صعيد آخر، وصف مهدي آر. تو. إم خوضَه تجربةَ التمثيل في المسلسل الرمضاني "نجوم الليل"، الذي يحظى بنسبة متابعة مرتفعة في تونس ب"التجربة المهمة"، قائلاً: "رغم أن مساحة الدور كانت صغيرة، لكن الأهم في مثل هذه التجارب بالنسبة إلى الفنان أن يستفيد ويتعلم منها. وأنا الآن أستعد للمشاركة في الجزء الثالث من المسلسل". وعن ارتباط صورة مغني الهيب هوب في تونس بتعاطي المخدرات حتى في الأعمال التلفزيونية المحلية؛ نفى "آر. تو. إم" هذه الأمر قائلاً: "الشاذ لا يقاس عليه؛ باعتبار أن عددًا قليلاً من المنتمين إلى هذا المجال يحاولون تقليد الصورة الأمريكية المتعارف عليها عن موسيقى الشارع أو الهيب هوب، وهذه الظاهرة لا تنطبق على الشباب في تونس؛ لأننا في بلد له تقاليد وأخلاقيات مختلفة عن الغرب".