في ظاهرة لم تألفها الجزائر من قبل تتجه أنظار جماهير كرة القدم هذه الأيام إلى غينيا الإستوائية، بمناسبة الحدث الكروي الإفريقي، حيث تأهل المنتخب الوطني الجزائري بعد مشوار مميز في تصفيات (الكان)، الأمر الذي يضع المنتخب أمام تحدٍ صعب، خاصة وأن (الخضر) يطمحون للذهاب بعيدا في المسابقة، وتأكيد النتائج المحققة مؤخرا واستكمالها بالوجه المشرف الذي ظهر به زملاء براهيمي في كأس العالم الأخيرة بالبرازيل، ناهيك عن المشوار الإيجابي في التصفيات الإفريقية الأخيرة، التي جعلت من التشكيلة الوطنية أول منتخب يحجز مقعدا في (كان) 2015 قبل جولتين من ختام التصفيات. وبالرغم من أن الجمهور الجزائري يحلم بالتتويج باللقب القاري الذي غاب عن خزائن المنتخب لسنوات طويلة، غير أن القرعة التي أوقعت المنتخب الوطني في مجموعة أطلق عليها مجموعة (الموت) أو المجموعة (النارية)، إلى جانب منتخبات السنغال، غانا وجنوب إفريقيا التي كانت أول محطة ل(الخضر) أول أمس لتحقيق ما يطمح إليه ال38 مليون جزائري، لكن يعرف الشارع الجزائري هذه الأيام ومنذ انطلاق المبارايات إقبالا محتشما من قبل الأنصار على تشجيع المنتخب وعدم الاهتمام بالحدث الكروي. الأنصار الذين لا طالما صنعوا الحدث الرياضي وسرقوا الأضواء من الأحداث السياسية والأمنية التي يعج بها البلاد، بخروج هؤلاء المناصرين من مختلف الأعمار الذين لا طالما وقفوا على قدم وساق يجوبون شوارع العاصمة، حاملين الأعلام الوطنية ويهتفون بحياة المنتخب الجزائري على أنغام (وان، تو، ثري ... فيفا لالجيري) التي رددها الجزائريون في كل مكان، الشيء الذي جعلنا نتساءل عن سبب هذا الغياب، ومن هذا المنطلق نزلت (أخبار اليوم) إلى الشارع لرصد آراء الشعب الجزائري حول الموضوع. البداية كانت مع (مليكة) التي أشارت إلى أن الأجواء الحماسية المألوفة غائبة تماما ربما لكون تواجد منتخبنا في مجموعة الموت على غرار غانا والسينغال جعل الأنصار يتطلعون لنتائج سلبية لدرجة أن البعض يردد بأن المنتخب سيخرج في الدور الأول دون أن يحقق أي نتائج إيجابية، كما أن كل الأضواء مسلطة عليه الأمر الذي يجعل اللاعبين يلعبون بحذر وضغط كبيرين الشيء الذي يؤدي بهم الى ارتكاب الاخطاء والهفوات لاسيما المدافعين ومن الأرجح المهاجمين، بالإضافة إلى فقد الشارع الجزائري الثقة في المجموعة الأساسية التي أعدها المدرب كوركيف بعضهم بعيد عن مستواه، ومازاد الطين بلة هو المستوى الذي ظهر به اللاعبون أمام منتخب تونس في اللقاء الودي الأخير ربما هذه المعطيات كلها جعلت الإقبال (محتشم جدا) على توافد المواطنين على اقتناء الألبسة الرياضية والأعلام والريات الوطنية ونحن نأمل ككل مواطن غيور على بلاده والراية الوطنية أن يكون الفريق الوطني في المستوى ويؤدي دورة تشرف بلاد المليون ونصف المليون شهيد. أما (هيام) تقول (أعتقد أن السبب الرئيسي يعود للأحداث الأخيرة التي مست رسولنا الكريم وحادثة شارلي إبدو التي جعلت الشارع الجزائري يهتز ويخرج للشارع من أجل نصرة الرسول غير أن اهتمام وسائل الإعلام بالحادثة أيضا جعل الشارع لايتفاعل بشكل واضح، كما أن مكان إجراء نهائيات كأس إفريقا بغينيا الإستواشية أثر على الجزائريين الدين كانوا يعولون على المغرب الجار، ضف إلى ذلك غلاء المعيشة وفصل الشتاء أيضا يلعب دورا كبيرا. من جهته (محمد) أشار إلى أن الوضعية المادية المزرية التي يعيشها الشعب الجزائري وتفطنه أن كرة القدم أداة من السلطة لتلهي الشعب عن أوضاعه، قائلا (الشعب ما لقاش واش ياكل ماشي خدام وفي كل مرة نجده واقف ليل والنهار مع المنتخب الوطني لكن عند نهاية المبارايات والحدث يجد كل شيء زاد في الأسعار). أما (سمير) وبلغة هزلية قال (يا لطيف على الفريق الجزائري في مجموعته ، فريق يشوي وواحد يكوي وواحد يرحي، مشيرا أن المباريات ليست متاحة للجميع ومخولة فقط لمن يملك قناة بين سبورت). في حين يصنع بعض أنصار (الخضر) الحدث في غينيا الاستوائية، فرغم قلتهم إلا أنهم صنعوا أجواء مميزة أدهشت الناخب الوطني كريستيان غوركيف واللاعبين وحتى الفضوليين من أنصار غينيا الإستوائية، حيث ظل أنصار يرددون الهتافات الممجدة للجزائر والمنتخب الوطني وطالبوا رفقاء سليماني بتقديم أفضل ما لديهم للتتويج باللقب القاري، كما لفت بعض أنصار غينيا الإستوائية الأنظار في شوارعها بارتدائهم أقمصة بألوان المنتخب الوطني الجزائري.