قدّم المنتخب السينغالي مشوارا مميزا في التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا 2015 مما رشّحه ليكون واحدا من المنتخبات المنتظر تألّقها في العرس الإفريقي الذي ينطلق اليوم بغينيا الاستوائية. تمتلك السينغال تقاليد عريقة ارتبطت بمختلف مشاركاتها في الكؤوس الإفريقية، وقدّمت خلال مختلف مشاركاتها وجها مميزا رغم أنّ أوجّ تألّق الكرة السينغالية تزامن مع ظهور الجيل الذهبي الذي قاده الحاجي ضيوف وخاليلو فاديغا والمدرب الراحل برونو ميتسو. ورغم توفر المواهب بالسينغال إلاّ أنّ خلل في التسيير أثّر كثيرا على مشوار المنتخب في الآونة الأخيرة، وأصبح تواجده في كاس إفريقيا بمثابة الحدث الكبير لدى الشعب السينغالي الذي يهوى كثيرا كرة القدم. واستطاع المدرب الفرنسي ألان جيراس إعادة ترتيب بيت المنتخب، الذي قدم مشوارا جيدا خلال التصفيات، وتأهّل بجدارة واستحقاق رغم تواجده مع تونس ومصر وبوتسوانا، إلا أن لمسة التقني الفرنسي كانت واضحة من خلال التطور الواضح في مستوى المنتخب، الذي أصبح في ظرف وجيز واحدا من المرشحين بقوة للمنافسة على التاج القاري. ويراهن المدرب جيراس كثيرا على مجموعة مميزة من اللاعبين المحترفين الذين ينشطون في مختلف النوادي الأوروبية، وهو ما ساهم في الرفع من مستوى المنتخب وسهّل كثيرا من مهمة جيراس، الذي لم يجد صعوبات كبيرة في رسم النهج الخططي الذي يعتمد عليه في المباريات. وساهم بعض اللاعبين في تحقيق السينغال لنتائج جيدة في الآونة الأخيرة على غرار حارس سوشو الفرنسي ديمبا كامارا ومدافعي لوريون وبوردو الفرنسيين غاساما وساني، إضافة إلى هداف ستوك سيتي بيرام ضيوف وموسى سو مهاجم فينرباخشه التركي وبابيس ديمبا سيسي الذي ينشط في نيوكاسل الانجليزي. وأعطى تواجد هذه المجموعة من اللاعبين ثقلا كبيرا للمنتخب السينغالي، وهو ما جعل طموحات الأنصار ترتفع من خلال المطالبة بالذهاب بعيدا في كأس إفريقيا، وأدى لعدم تقبلهم تصريحات المدرب جيراس، الذي قلّل من المراهنة على قدرة أشباله للتأهل عن المجموعة التي يتواجدون فيها رفقة المنتخب الوطني، غانا وجنوب إفريقيا. ولا يملك أنصار المنتخب السينغالي ذكريات جيدة من غينيا الاستوائية بما أنّ مشاركتهم الأخيرة في كأس إفريقيا كانت خلال "كان" 2012، الذي نظ]م مناصفة بين الغابون وغينيا الاستوائية، وخرج حينها المنتخب السينغالي من الدور الأول رغم أنّه كان مرشّحا للذهاب بعيدا في تلك الطّبعة.