في مبادرة الأولى من نوعها على مستوى الجزائر وبعدما كانت حكرا على الأروبيين هاهو الحلم يتحقق ليكون الجزائريون على موعد مع هواية التزلج على الجليد بالمركز التجاري (أرديس)، هذه التظاهرة عرفت إقبالا كبيرا من طرف الجمهور المتعطش لمثل هذه المبادرات والتي يسهر عليها أشخاصا أبو إلا أن ينقلوا هذه التجربة إلى الجزائر العاصمة رغم قلة الإمكانيات، فعلى الشخص الراغب في خوض غمار هذه التجربة بشراء التذاكر لتأتي مرحلة تزويده بحذاء التزلج ومن تم يتم توجيهه إلى الأرضية الجليدية التي يكون فيها أشخاص لتقديم يد المساعدة. ولمعرفة التفاصيل الأكثر اقتربنا من السيدة (ريمة ارون) المشرفة على التظاهرة التي أكدت من جهتها ان هذه الظاهرة تعد الأولى من نوعها في الجزائر وبالضبط في الجزائر العاصمة وتستمر إلى غاية نهاية شهر جانفي، يعني مدة شهر كامل، مشيرة إلى أنها ترغب في تمديد فترة البقاء، غير أن التظاهرة تتطلب إمكانيات كبيرة، موضحة (صحيح نحن قمنا بهذه المبادرة لكن يجب توفير الدعم من قبل الجهات الوصية في مجال التسلية والترفيه، فالأرضية جليدية 100 بالمئة ليست مصطنعة أو بلاستيكية، حتى الزبائن لم يصدقوا ذلك الكثيرين منهم يطلبون الإذن لملامسة الأرضية للتأكد من أنها بالفعل جليدية). ولمعرفة مدى إقبال المواطنين على هذه التجربة وكيف يتم استقبالهم اقتربنا من أحد المنظمين للتظاهرة الذي أكد بدوره أنهم يقومون بفتح هذا الفضاء يوميا من الساعة 10 صباحا إلى 22 مساء، غير أن العائلات الجزائرية تصطف بأعداد كبيرة أمام المدخل قبل 9 صباحا، هناك من يجلب أولاده وهناك من يحب هو تجربة التزلج على الجليد، موضحا أنه هناك توافد كبير للجزائريين من مختلف الأعمار وهذا الأمر الذي يجعلهم فرحين على حد قوله (فنحن هنا لأجلهم ولإرضائهم) خصوصا وأنه قد مر أكثر من 20 يوما على افتتاح هذا الفضاء بالمركز التجاري (أرديس). * راحة من نوع خاص وفي نفس السياق أكد المتحدث أن جل الزبائن الذين يأتون يمرون بنظام خاص لراحتهم الشيء الأول هو طابور خاص ليدخل الواحد تلو الآخر بالنسبة للكبار وللصغار الذي يكونون مرفقين بأحد الأولياء، وبمجرد دخولهم يتم تقديم أحذية التزلج لهم حسب قياس الأرجل وقفازات لحمايتهم من الثلج والبرد خاصة عند السقوط، وهناك نوعان من الأحذية الأول للأطفال الصغار الذين لا يعرفون التزلج والتي هي أول تجربة لهم لتفادي السقوط أما النوع الثاني فهو مخصص للكبار لمن يتقن استعمالها أو يريد تجربتها، مصرا على ضرورة ربط الحذاء جيدا لتفادي السقوط، من جهة أخرى يحرصون على نظافة هذه الأحذية وذلك من خلال كيس بلاستيكي يمنح برفقة الحذاء يتم ارتداؤه قبل ارتداء الحذاء للحفاظ عليه. أما بخصوص طريقة التزلج يقول المتحدث بطريقة هزلية (الجميع لأول مرة يمشون كالبطريق فليس من السهل المشي لأول مرة على الجليد) لذا يجب فتح الأرجل والتقدم إلى الأمام لعدم فقدان التوازن مع فتح اليدين خاصة للمبتدئ والمحافظة على نفس الوتيرة ومع التجربة الكل يتعلم، ونحن هنا مجموعة من المنظمين لمساعدتهم عند السقوط ولتعليمهم وتدريبهم. * استحسان وإقبال متزايد التظاهرة استحسنها الأولياء خصوصا وأنها بدأت مع عطلة نهاية السنة الميلادية وبداية السنة الجديدة والتي تدوم شهرا كاملا والتي مكنتهم من اصطحاب أولادهم كما هو الشأن بالنسبة إلى (سمية) والتي أبى والدها إلا أن يرافقها في هذه التجربة للتعرف على هذه الهواية بعد أن سمعت عنها الكثير، وفي هذا الصدد يقول والد سمية بالصدفة تزامن هذا اليوم مع عيد ميلاد ابنته وبهذه المناسبة ومع هذا الجو والأضواء والحركة يقول (رافقتها لكي تبقى متذكرة هذا اليوم فالطفل هو أكبر ملاحظ ومحافظ للذكريات ولتبقى هذه الحميمية لا أريدها أن تحس أنني لم أعطها حقها في هذا الجانب، مواصلا الحديث أنا أول ما لاحظته هو وجود سيارة الإسعاف على جانب هذا الفضاء الأمر الذي أعطاني نوعا من الأمان لأن بسيارة الإسعاف الإمكانيات متوفرة حتى وإن سقط طفل هناك من يهتم به، بالإضافة إلى أنه يوجد المرافقة من قبل المنظمين، وأعتقد أنه هناك تنظيم وهناك الرعاية والأمن الصحي ونوع من المرافقة بأتم معنى الكلمة، وحسب معلوماتي أن مدة هذه التظاهرة شهر واحد لذا نحن كأولياء نريد في نهاية الأسبوع أو العطل القادمة أن يبادروا ويكثروا من هذه الفضاءات لأن الأطفال مثل هذه التجارب لا يرونها إلا في الأفلام أو على شاشة التلفاز. من جهتها تقول حنان هذه المبادرة لم أرها في الجزائر من قبل لذا أنصح الجميع بتجربتها هي فرصة للترفيه عن النفس والقيام بشيء جديد وأنصحكم (بأن تلبسوا مليح لأن المكان بارد جدا، والأمر الجيد في هذا الفضاء تواجد الحماية المدنية)، فمثلا أول مرة أتينا إلى هنا سقط أخي وتعرض إلى تمزق عضلي في الكتف لكنه تلقى الإسعافات اللازمة من قبل الحماية بسرعة. من جانب آخر ورغم حماس العديد من الأسر الجزائرية لتجربة وخوض هذه المغامرة إلا أن هاجس ارتفاع وغلاء التذكرة حال دون ذلك، ولمعرفة الأسعار اقتربنا مجددا من السيدة (ارون ريمة) المشرفة على التظاهرة التي أشارت أن الأسعار بالأطفال دون 12 سنة 1000 دج لمدة 30 دقيقة وعندما يكون الفضاء فارغا نتركهم لمدة أطول تصل حتى 45 دقيقة أو ساعة أو حتى ساعتين مثل ما حدث بالأمس، أما بالنسبة للكبار فالتكلفة تقدر ب 1500 دج لمدة 30 دقيقة كذلك. من هذا المنطلق اقتربنا مجددا من العائلات الجزائرية لرصد آرائهم حول سعر التذكرة، البداية كانت مع محمد رب عائلة وأب لطفلين يقول (الأسعار باهضة الثمن 1500 دج للبالغين و1000 دج للمراهقين أو الأطفال، برأيي هي أسعار مرتفعة ليست في متناول الجميع، نفس الشيء ذهب إليه السيد (أنيس) والد (منال) الذي قال بصريح العبارة (لا أعتقد أن الذي لديه ثلاثة أطفال أو أربعة بإمكانه أن يحظرهم إلى هذا المكان لذا أجد السعر مرتفعا نوعا ما. ومما لا شك فيه أن (ميقا ايز) والتي تدوم إلى غاية 31 من جانفي الجاري لاقت استحسان أغلب المواطنين في ظل نقص أماكن الترفيه والتسلية في الجزائر إلا أنه من الواجب التعميم في مثل هذه التظاهرات.