حذّر عمار غول، رئيس حزب تجمّع أمل الجزائر (تاج)، أمس من الصراعات التي تتأجّج في الشارع الجزائري، والتي قال إن عواقبها ستكون نارا تحرق الجميع، مضيفا أن أغلب الحراك الاحتجاجي سياسوي مدفوع والقليل منه مشروع، واستغلال الوضع من أجل تأجيج الصراعات السياسوية لن يجلب الفائدة لأيّ طرف، وأردف: (الأحزاب السياسية تقف في وجه كلّ من يريد أن يلعب بورقة الشارع). أوضح عمار غول أن المطالب الاجتماعية خلال عقد اللقاء التشاوري بين حزبه وحزب التحالف الوطني الجمهوري الذي يرأسه بلقاسم ساحلي بمقرّ حزب (تاج) بدالي ابراهيم بالعاصمة تأتي في إطار عدم المساس بأمن ومطالب الجزائر، (كلّ ما هو ممكن هو مقبول مع مراعاة الظروف والتحدّيات التي تواجه الجزائر اليوم)، مضيفا: (نحن لا نحتاج إلى تسويد سبّورة الجزائر والتآكل الداخلي وتمزيق الصفّ الواحد والتحدّيات تعني حاضرنا)، وفي هذا السياق دعا غول المجتمع المدني إلى التعقّل والتوجّه إلى سياسة اللقاء والحوار والاجتماع (نحو الكثير الذي يجمعنا). الربيع الدموي لازال يستهدف الجزائر قال عمار غول إن هناك تداخلات وتأجيج صراعات وتراشقات كبيرة وإرهاب في عدّة مناطق من أجل استهداف أمن بعض الدول، مشيرا إلى ما حدث في (الربيع الدموي) -كما أسماه- كان ولازال يستهدف الجزائر (رغم أن الأمن الجزائري يقف بكلّ حزم في محاربة الإرهاب في أيّ زمان ومكان والإرهاب مدان). وعن الحدود الأمنية للجزائر أكّد غول أن حدود الجزائر تتعرّض لعدّة محاولات يوميا للمساس بأمن واستقرار البلاد، مردفا أن ليس الإرهاب فقط الذي يدفع الجزائر إلى اللاّ أمن، بل حتى من يريد ترويج المخدّرات وتهريب ممتلكات الجزائر وخاصّة ترويج الأفكار الهدّامة لزعزعة لحمة الجزائر، قائلا: (هناك أفكار هدّامة الغرض منها ضرب أمن واستقرار الجزائر)، منها سياسية وتخويفات وثقافة التيئيس التي لازالت تريد جرّ الجيش الوطني الشعبي خارج حدود الجزائر. لابد من دسترة عدم تدخّل الجيش في شؤون الدول المجاورة في هذا الإطار، أشاد غول بدور الجيش الوطني الشعبي سليل جبهة التحرير وبسياسة الدولة القاضية بأن من مبدأ الجيش حماية الجزائر داخل حدودها والدفاع عنها، وفي هذا السياق دعا إلى إدراج عدم التدخّل العسكري للجيش خارج الحدود الجزائرية في الدستور. وفي سياق مغاير، قال رئيس حزب تجمع أمل الجزائر (تاج) إن التحدّيات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية وما يحدث بالمنطقة تفرض على الجزائر والدول المجاورة اتّخاذ جملة من الواجبات، واصفا إيّاها بالتحدّيات الشائكة والمعقّدة، وأشار إلى أن هذه التحديات تفرض علينا حتمية التماسك الاجتماعي ولحمة الوطن وحتمية التوافق والتنازل والابتعاد عن التنازع. واعتبر غول في سياق حديثه أن كلّ تلك التحديات لا تهدف ولا تعني حزبا بعينه، بل تعني كلّ الوطن وكلّ الأحزاب والهيئات السياسية والمجتمع المدني، مؤكّدا على ضرورة التضامن والتماسك والتنازل عن المصلحة الحزبية الضيّقة والتوازنات والطموحات الشخصية، وكذا عن بعض التسرّع في إيجاد مساحات ضيّقة التي تحتاج بدورها إلى لغة الصراحة على كلّ المستويات وخطاب التوعية كي تبقى راية الأمل خفّاقة، على حد تعبيره. وعن تذبذب سعر البترول أوضح عمار غول أن هناك تداخلات ومآلات من قِبل كبار رجال العالم غير معروفة، مشيرا إلى أن للجزائر احتياطات هامّة. وبالمناسبة اعتبر غول أن الرأي الصائب في هذا المشكل هو استحداث صندوق ضبط إيرادات لرفع التحدّي والصعوبات المالية والحالة الاقتصادية، ومنه يجب التوجّه إلى ما خارج المحروقات وبناء اقتصاد بمرافقة كلّ الطبقة السياسية والمجتمع المدني برمّته -على حد تعبيره- مع وجود توافق سياسي وهبّة اجتماعية لإيجاد مداخيل خارج المحروقات، كاشفا أن حزب (تاج) سينظّم ندوة وطنية اقتصادية في إطار المقترحات التي توصّل إليها الحزب من خلال مشاوراته. وعمّا حدث يوم السابع من جانفي الماضي بفرنسا والمتعلّق بصحيفة (شارلي إيبدو) التي أساءت إلى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام دعا عمار غول إلى ضرورة تجريم كلّ من يمسّ بالأنبياء والإسلام والمقدّسات أيّ كان جنسه، مبديا استعداده للدفاع عن الإسلام والمقدّسات. وفي شق مغاير، دعا غول الأمم المتّحدة إلى الإسراع في حلّ ملف الصحراء الغربية المضطهدة، والذي هو مقترح في إطار هيئة الأمم المتّحدة باعتبارها مشكلة شعب يريد أن يخرج من ظلم الاستعمار وقهره.