ضربات في الجولان واشتباكات على الحدود اللّبنانية الصهاينة: من يريد أن يختبر قوّاتنا عليه أن يتذكّر غزّة طهران: إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء وسنردّ تبنّى حزب اللّه اللّبناني مقتل وإصابة عدد من الجنود الصهاينة في مزارع شبعا، وردّت إسرائيل بقصف عدد من القرى المتاخمة للحدود، ما أدّى إلى مقتل جندي من قوات الأمم المتّحدة (يونيفيل)، وفي حين عقدت رئاسة الأركان اجتماعا طارئا توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بردّ قاس، ونفت إسرائيل أسر جندي لها في العملية. قال الحزب في بيان نشرته الوكالة الوكالة الوطنية للإعلام اللّبنانية إن (مجموعة شهداء القنيطرة استهدفت موكبا عسكريا إسرائيليا في مزارع شبعا مؤلّف من عدد من الآليات ويضمّ ضبّاطا وجنودا بالأسلحة الصاروخية). يأتي ذلك وسط تحليق مكثّف للطيران الحربي الإسرائيلي على الحدود اللّبنانية، مع قصف بالمدفعية على عدد من القرى اللّبنانية المتاخمة للحدود مع أسرائيل. وأفادت مصادر إعلامية بأن قذائف سقطت بالقرب من موقع لقوات الأمم المتّحدة في جنوبلبنان، ممّا أدّى إلى إصابة عنصر إسباني بالقوة. وأعلن مسؤولون إسرائيليون أن القصف لن يكون الآخير، وطلبت سلطات الاحتلال من كافّة المناطق الحدودية داخل إسرائيل بالتزام منازلهم استباقا لوقوع التطوّرات. ومن جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن قذائف مورتر سقطت على موقع عسكري تابع له في هضبة الجولان المحتلّة أمس الأربعاء دون خسائر. وقد عقدت رئاسة الأركان الإسرائلية لبحث التطوّرات، في حين توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالردّ بقوة على الهجوم، وقال إن إسرائيل ستعلّم حزب اللّه كما علّمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال حرب الصيف الماضي. وكان عدد من الجنود الإسرائيليين قتلوا وأصيب عدد آخر في إطلاق صاروخ موجّه من داخل الأراضي اللّبنانية. وكان الجيش الإسرائيلي بدأ في وقت سابق من أمس الأربعاء أعمال حفر على الحدود مع لبنان، وسط مخاوف من قيام حزب اللّه اللّبناني بإقامة أنفاق في المنطقة. يذكر أنه في أكتوبر الماضي تبنّى حزب اللّه تفجير عبوة ناسفة في دورية إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا، ما تسبّب في أصابة جنديين بجروح، وردّت إسرائيل بقصف الجنوب ب 23 قذيفة مدفعية، حسب الجيش اللّبناني. وقبل نحو أسبوعين قتل ستّة من عناصر حزب اللّه في غارة إسرائيلية بالقنيطرة في الجولان السوري. * جبهة ثانية نفّذ طيران الكيان الإسرائيلي غارات على أهداف في الأراضي السورية ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء بعد يوم متوتّر في هضبة الجولان المحتلّة. وأعلن جيش الاحتلال في بيان نشر فجر أمس الأربعاء أنه (في وقت سابق سقطت صواريخ في الجولان، وردّا على ذلك قام الجيش للتو بمهاجمة قواعد مدفعية للجيش السوري). وصرّح المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنر بأن (الجيش يحمّل الحكومة السورية مسؤولية أيّ هجوم ينطلق من أراضيها، وسيتّخذ جميع الإجراءات الضرورية للدفاع عن المواطنين الإسرائيليين). وسقط صاروخان على الأقل في الشطر المحتلّ من الجولان أطلقا من شطره السوري الثلاثاء، وردّت عليهما قوات إسرائيلية بالمدفعية وسط أجواء توتّر حول خطّ فكّ الارتباط في الهضبة. ولم يتحدّث الطرف الإسرائيلي عن أيّ ضحايا، في حين ما زالت الجهة التي أطلقت الصواريخ من سوريا مجهولة. وحذّر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن بلاده ستردّ (بقوة)، وأن (الذين يلعبون بالنّار سيحرقون أصابعهم). وقام جيش الاحتلال في سبتمبر الماضي بإسقاط طائرة سورية دخلت المجال الجوي في المنطقة المحتلّة من هضبة الجولان، في أخطر حادث من نوعه في الهضبة منذ بدء الأزمة في سوريا عام 2011. وتصاعد التوتّر منذ 18 جانفي الماضي بعد غارة إسرائيلية على منطقة القنيطرةجنوبسوريا، قتل فيها ستّة عناصر بارزين من حزب اللّه الشيعي اللّبناني وجنرال إيراني. وعزّز جيش الاحتلال بشكل كبير من وجوده على الحدود منذ هذه الغارة التي وقعت في الجولان السوري المحتلّ وأدّت إلى سقوط ستّة قتلى، بينهم جهاد مغنية نجل القائد العسكري لحزب اللّه عماد مغنية الذي قتل في تفجير في دمشق في 2008. وأغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي كافّة الطرق في الجولان، خاصّة تلك القريبة من محطة التزلّج في جبل الشيخ الذي تحتلّه إسرائيل، بينما قام الجيش بإجلاء كافّة الزوّار من هناك. * طهران تهدّد نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن مسؤول رفيع قوله: (إن إيران أبلغت الولايات المتّحدة بأن الضربة الجوية الإسرائيلية التي قتلت جنرالا إيرانيا في سوريا الأسبوع الماضي تجاوزت الخطوط الحمراء وإن إيران ستردّ). وقال نائب وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان: (أبلغنا الأمريكيين بأن زعماء النظام الصهيوني يجب عليهم انتظار عواقب فعلتهم). وقتل الجنرال محمد علي اللّه دادي، الضابط في الحرس الثوري الإيراني، مع قيادي في جماعة حزب اللّه وابن الزعيم العسكري الرّاحل للجماعة عماد مغنية في هجوم في 18 حانفي على قافلة تابعة لحزب اللّه بالقرب من مرتفعات الجولان السورية التي تحتلّها إسرائيل. وقال مصدر أمني إسرائيلي كبير إن القوات الإسرائيلية ظنّت أنها تهاجم مجرّد مقاتلين منخفضي الرتبة، ولم تعلّق إسرائيل رسميا على الهجوم. وقال عبد اللهيان: (في تلك الرسالة للأمريكيين قلنا إن النّظام الصهيوني تجاوز خطوطنا الحمراء)، وتابع أن إيران أوصلت الرسالة إلى المسؤولين الأمريكيين عبر القنوات الدبلوماسية. ولا توجد علاقات دبلوماسية مباشرة بين إيرانوالولايات المتّحدة منذ الثورة الإيرانية عام 1979، لكن الولايات المتّحدة شاركت في محادثات دولية مع طهران بشأن برنامجها النووي ويوجد مكتب لرعاية المصالح الأمريكية في بعثة سويسرا في طهران. ويتّفق تحذير عبد اللهيان مع تحذيرات من قادة ميليشيا الباسيج في احتفال اليوم لتأبين علي اللّه دادي. ونقلت وكالة أنباء (فارس) الإيرانية عن البريغادير جنرال محمد رضا نقدي، قائد قوة الباسيج، قوله إن (الصهاينة ينبغي أن يبقوا على جهوزية حتى يوم زوالهم، الكيان الإسرائيلي لن ينعم بالهدوء والاستقرار). ووجّهت إسرائيل ضربات في عمق سوريا عدّة مرات منذ بداية الحرب السورية ودمّرت في معظم الأحيان أسلحة وصواريخ يقول مسؤولون إسرائيليون إنها كانت في طريقها إلى جماعة حزب اللّه التي تدعّمها إيران. ويقاتل حزب اللّه إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد في الصراع المستمرّ منذ أربعة أعوام في سوريا. * إطلاق صاروخ على آلية إسرائيلية قرب حدود لبنان قال متحدّث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن صاروخا مضادّا للدبابات أطلق على على مركبة عسكرية إسرائيلية قرب الحدود مع لبنان أمس الأربعاء. وذكرت القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي أن المقذوف أصاب المركبة، ولم ترِد على الفور أنباء عن سقوط ضحايا. وقامت قوات الاحتلال عقب العملية بقصف القرى الحدودية اللّبنانية بدفعات من قذائف المدفعية. وقال مصدر أمني لبناني إن ثماني قذائف أطلقت من إسرائيل على جنوبلبنان قرب الحدود. * من يريد أن يختبر قوّاتنا في الشمال عليه أن يتذكّر ما حلّ بغزّة رئيس الوزراء أعلن أن إسرائيل ستردّ بقوة، وقال إن (من يريد أن يختبر قوّاتنا في الشمال عليه أن يتذكّر ما حلّ بغزّة)، وحذر من اختبار القوة الإسرائيلية في الشمال. صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية أعلنت أمس عن سقوط قذائف مورتر على قرية (المقسّمة)، الواقعة بين الحدود الإسرائيلية اللبنانية ويرى مراقبون أن هذه العملية التي استهدفت جنودا إسرائيليين ربما تكون ردّ الفعل لحزب اللّه على العملية العسكرية الإسرائيلية التي أودت بحياة سبعة من قيادات حزب اللّه، من بينهم جهاد عماد مغنية. كما يرى المراقبون أن إسرائيل ستردّ بالضرورة على مقتل الجنود الإسرائيليين الأربعة، ممّا يجعل احتمالات توسّع المجابهات العسكرية أمرا ممكنا، فيما يرى آخرون أنه ليس من السهل على إسرائيل أن تفتح جبهة حرب على لبنانوسوريا وهي مقبلة على انتخابات قريبة، وأن القرار الآن سياسي بامتياز، وهو مرتبط بتقدير رئيس الوزراء الإسرائيلي وقياداته العسكرية في ضوء التطوّرات خلال الساعات المقبلة، حيث يعقد رئيس الأركان الإسرائيلي جلسة مع قادة الجيش لتقييم الأوضاع حتى هذه اللّحظة، فيما ذكر مصدر لبناني أن ثمانية قذائف إسرائيلية سقطت على الجنوب اللّبناني. وأكّدت مصادر إعلامية أن قوات إسرائيلية كبيرة العدد تهرع حاليا باتجاه الحدود مع لبنان للاشتباه في عملية تسلّل. وكان الجيش الإسرائيلي قد شرع أمس الأربعاء في أعمال حفر عند الحدود مع لبنان في محيط مستوطنة زرعت بحثا عن فتحات لاتّفاق محتملة تمتدّ من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية. وفي سياق متّصل، أعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة مركبة عسكرية إسرائيلية بصاروخ مضادّ للدبابات بالقرب من الحدود مع لبنان بعدما كان التلفزيون الإسرائيلي قد تحدّث عن إطلاق قذائف مورتر من لبنان باتجاه شمال إسرائيل. وعلى ما يبدو ردّت إسرائيل على هذا الهجوم بإطلاق 8 قذائف من إسرائيل على جنوبلبنان قرب الحدود، حسب ما أكّده مصدر أمني لبناني. ومن جهتها، تحدّثت وكالة الأنباء الرسمية عن سماع صوت انفجارات داخل مزارع شبعا المحتلّة. * ... ونتياهو يتوعّد بردّ قوي على مقتل جنوده أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء أن الجيش الإسرائيلي مستعدّ للردّ (بقوة) بعد الهجوم على مركبة عسكرية إسرائيلية على الحدود مع لبنان. وقال نتانياهو في بيان: (الجيش مستعدّ للردّ بقوة على أيّ جبهة).