❊ الشروع في مشروع ربط الشبكة الكهربائية الشمالية بالشبكة الجنوبية ❊ توفير بنية تحتية لوجستية للمشاريع الصناعية والزراعية بالجنوب ❊ مرافقة الشباب المبتكر للعب دور محوري في بناء اقتصاد منتج ❊ شيتور: استقلالية الجزائر في مجال الطاقات المتجدّدة ممكنة كشف وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجدّدة، محمد عرقاب، أمس بالجزائر العاصمة، عن الشروع في إعداد "نموذج طاقوي وطني استشرافي"، يدمج جميع أنواع الطاقة ويأخذ بعين الاعتبار مؤشرات النمو السكاني، التطوّر الصناعي وتحديات المناخ، موضحا أن هذا النموذج سيرتكز على خطط دقيقة، ومؤشرات أداء وبرامج تكوينية لمرافقة المستهلك والمؤسّسات في اعتماد سلوك طاقوي أكثر عقلانية. قال وزير الدولة محمد عرقاب إن التحوّل الطاقوي الذي تنشده الجزائر لا يمكن اختزاله في تنويع مصادر الطاقة فقط، وإنما يتعلق الأمر ب«انتقال شامل نحو نموذج طاقوي أكثر توازنا واستدامة، يقوم على تطوير الطاقات المتجدّدة، الكفاءة الطاقوية، وتثمين الموارد الوطنية، خاصة في المناطق الجنوبية التي تزخر بإمكانات هائلة، سواء من حيث الإشعاع الشمسي أو المساحات القابلة للاستغلال أو الموقع الاستراتيجي". وفي كلمة ألقاها بمناسبة تنظيم الطبعة 29 من "يوم الطاقة" بحضور طلبة المدرسة الوطنية المتعدّدة التقنيات، شدّد الوزير على أن كسب رهان التحوّل الطاقوي لن يكون ممكنا من دون الاستثمار في العنصر البشري، وعلى رأسه الشباب والطلبة، الذين تعوّل عليهم البلاد لتجسيد أهداف السيادة الطاقوية مستقبلا. وأكد عرقاب أن الوزارة تولي أهمية قصوى للشراكات مع الجامعة، لاسيما المدارس الهندسية، من خلال تعزيز التخصّصات الجديدة كمجالات الطاقات المتجدّدة، مجدّدا التأكيد على دعم الشباب والمؤسّسات الناشئة، تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية الداعية إلى مرافقة الشباب المبتكر وتمكينه من لعب دور محوري في بناء اقتصاد وطني منتج وقائم على المعرفة والابتكار. وتعد المشاريع والبرامج التي أطلقها القطاع فرصة لاستقطاب الكفاءات الشابة، وهو ما أشار إليه الوزير ضمنيا بتطرّقه إلى البرنامج الوطني لإنتاج 15.000 ميغاواط من الطاقة الشمسية بحلول2035، العمل على دمج طاقة الرياح تدريجيا، استنادا إلى الدراسات التي أظهرت مؤشرات واعدة في عديد المناطق، الشروع في تنفيذ مشروع ربط الشبكة الكهربائية الشمالية بالشبكة الجنوبية وكذا دعم مشاريع الطاقات المتجدّدة، وتوفير بنية تحتية لوجستية للمشاريع الصناعية والزراعية الكبرى في الجنوب، مذكرا أن سونلغاز ربطت أكثر من 80 ألف مستثمرة فلاحية، خاصة بالجنوب الكبير، وتعمل على دعم إنجاز مشاريع استراتيجية مثل إنتاج الحليب بأدرار، وزراعة الحبوب والبقوليات والعجائن الغذائية بتيميمون، بالتعاون مع شركاء دوليين، إلى جانب مشاريع إنتاج الشمندر السكري، والمشاريع المنجمية الكبرى، وفي مقدمتها استغلال خامات حديد منجم غارا جبيلات. واستمرارا لنفس الديناميكية، تحدث وزير الدولة عن آخر المشاريع الواعدة، لاسيما توقيع مذكرة تفاهم استراتيجية بين مجمّع سونارام والبروفيسور كريم زغيب، لإطلاق شعبة صناعة بطاريات الليثيوم، والإطلاق الرسمي للمرحلة الجديدة من مشروع "طاقاتي+" لتعزيز إدماج الطاقات المتجدّدة وتطوير الهيدروجين الأخضر وتحسين الكفاءة الطاقوية مع ألمانيا والاتحاد ألأوروبي. كما أكد عرقاب على التمسّك بالمشاريع الاستراتيجية الكبرى، ولاسيما الربط الكهربائي "ميدلينك" نحو أوروبا، والممر الجنوبي للهيدروجين، التي تمكّن الجزائر من لعب دور محوري في تموين أوروبا بالطاقة النظيفة. للإشارة، نظّم يوم الطاقة هذه السنة تحت شعار، "الصحراء، جنة المستقبل"، وتطرّق البروفيسور شمس الدين شيتور الوزير السابق للطاقات المتجدّدة خلاله، إلى القدرات الهامة والثروات الثمينة التي توجد بجنوب الجزائر، مشيرا إلى ضرورة العمل على تثمينها وتحويلها لتقدّم قيمة إضافية للاقتصاد الوطني وعدم الاكتفاء ببيعها في صورتها الخام. وبخصوص الطاقات المتجدّدة، أكد شيتور أن الجزائر تستطيع أن تكون مستقلة تماما في هذا المجال، مشدّدا على ضرورة الوصول إلى إنتاج 50 ألف ميغاواط من الكهرباء المنتجة من الطاقات المتجدّدة في آفاق 2050، وهو ما يعني تحقيق وتيرة إنتاج تصل إلى 2000 ميغاواط سنويا بتكلفة 1.5 مليار دولار، وهو ما سيسمح بتوفير 400 مليون متر مكعب من الغاز لكل 1000 ميغاواط شمسية.