تعاني مئات العائلات القاطنة في عدّة أحياء قصديرية وفوضوية، متواجدة في مختلف ربوع الجزائر العاصمة، أزمة حقيقية إثر غرق منازلها في مياه الأمطار المختلطة بالمياه القذرة، مشكّلة بحيرات تحاصر السكان من كلّ جانب ومخلّفة في نفس الوقت جملة من الأضرار أخطرها انتشار الأوبئة التي نغّصت حياتهم وحوّلتها إلى جحيم. لا تنتهي معاناة هؤلاء السكان عند هذا الحدّ فقط وإنما المشكل الذي زاد من استيائهم هو هاجس الجرذان التي أصبحت تغزو بيوتهم بكثرة، كما أنها تشكّل خطرا عليهم، لا سيّما الصغار منهم، بالإضافة إلى افتقار هذه الأحياء إلى أدنى مرافق التهيئة العمرانية، خاصّة في ظلّ الانقطاع المتكرّر للكهرباء أو انعدامها نهائيا في بعض البيوت، وزاد عدم ربط هذه الأحياء بالغاز الطبيعي من مشقّة السكان الذين يجدون أنفسهم مجبرين على التنقّل وقطع مسافات طويلة بحثا عن قارورات غاز البوتان التي أصبحت في الآونة الأخيرة تشهد ندرة وغلاء في ثمنها. ويشهد سكان الأحياء الفوضوية وجها آخر من المعاناة ألا وهو مشكل اهتراء الطرقات التي يسلكونها، والتي تحوّلت إلى بِرك وحفر ماء كبيرة مملوءة بالأوحال من شأنها ابتلاع الأطفال الذين يقطعونها بشكل يومي، بالإضافة إلى انعدام قنوات الصرف الصحّي التي أدّت بدورها إلى انتشار الروائح الكريهة والأوبئة بشكل رهيب في هذه الأحياء. وما يزال قاطنو هذه الأحياء الفوضوية ينتظرون يوم الفرج الموعود الذي تحلّ فيه مشاكلهم بشكل نهائي، علما بأن السلطات المحلّية في العاصمة وعدت بالقضاء على الأحياء القصديرية وترحيل القاطنين فيها إلى سكنات لائقة، وهو الوعد الذي لم يستفد منه الجميع حتى الآن.