المجموعات الإرهابية تهاجم المنازل في سفوح جبال تونس قتل فجر أمس 4 عناصر من الحرس الوطني التونسي خلال هجوم عناصر إرهابية على دورية أمنية في منطقة بولعابة من محافظة القصرين وسط غرب تونس. استولت العناصر الإرهابية على أسلحة عناصر الحرس التونسي ثم تحصّنت بالفرار في جبال القصرين. وتبنّت كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية التي سبق وأن بايعت تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والمتمركزة في جبال الشعانبي بالقصرين العملية الإرهابية. وعن تفاصيل العملية قال محمد علي العروي، الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، خلال ندوة صحفية إن ما يقارب ال 20 إرهابيا هاجموا الدورية الأمنية في حدود منتصف ليلة أمس، مشيرا إلى أن الهجوم يدخل في خانة الانتقام بعد الضربات الموجعة التي تلقّتها هذه الجماعات من الجيش التونسي وقوات الأمن، خاصّة بعد عمليات الإنزال في جبل الشعانبي والقصف على مغاورهم بجبال ورغى الحدودية مع الجزائر. كما توعّد الناطق الرسمي بإسم وزارة الداخلية بأن ردّ الأمن والجيش التونسيين لهذه العملية التي خلّفت أربعة شهداء سيكون ردّا عنيفا وقاسيا. في السياق ذاته، أقدمت مجموعة إرهابية فجر أمس الأربعاء على مداهمة عدد من المنازل الواقعة في مدينة ساقية سدي يوسف من محافظة الكاف شمال غرب تونس بحثا عن المؤونة وتحت تهديد السلاح تحصّلت على كمّيات من الطعام. * الانتقام هاجمت مجموعة من العناصر الإرهابية المسلّحة فجر أمس الأربعاء عددا من المنازل بمنطقة ريفية بمعتمدية ساقية سيدي يوسف بالكاف قرب الحدود التونسيةالجزائرية وقامت بالسطو على كميّات من المؤونة والأغذية. وكانت هذه المنطقة وغيرها من المناطق الجبلية القريبة منها شهدت حالات مماثلة، إذ قام قبل يومين إرهابيون مسلّحون باحتجاز مواطن كان صحبة شخصين آخرين وهدّدوه بالقتل إذا لم يقم رفيقاه بتزويدهم بالأغذية دون إعلام قوّات الأمن بذلك، وهو ما تم فعلا خوفا على حياة المواطن المختطف. كما شهدت مناطق أخرى هجومات مماثلة على منازل ومحلاّت تجارية لافتكاك الأغذية والخرفان والهواتف الجوّالة والأدوية. وتأتي هذه العمليات الإرهابية هربا من اشتداد البرد ونفاد المؤونة بعد أن حاصرت القوّات الأمنية معاقلهم وسدّت طريق تموينهم من قِبل بعض المواطنين الذين كانوا يتعاملون معهم ويوفّرون لهم كلّ احتياجاتهم لقاء أموال هامّة. وفسر أمنيون هذا (التكتيك) الجديد الذي أصبحت تعتمده المجموعات الإرهابية بشدّة الحصار المضروب عليهم وكثرة القصف الجوي لمعاقلهم، إضافة إلى برودة الطقس ونزول الثلج في أعالي الجبال، إضافة إلى أن هناك عناصر إرهابية في هذه المناطق تعاني المرض والجوع وهناك عدد منهم مصاب في عمليات القصف الجوي الأخيرة. ووصف بعض الخبراء المجموعات الارهابية التي تهاجم المساكن والمحلات التجارية ب (الذئاب الجائعة) التي تضطر لمغادرة (جحورها) بحثا عن الغذاء باستعمال قوّة السلاح. ورغم تضرر سكان هذه المناطق الجبلية وأغلبها من الفقراء الذين يعانون من العزلة إلاّ أن (تكتيك) المجموعات الإرهابية يتيح للمجموعات الأمنية (سهولة) اصطيادهم والإيقاع بهم مثل ما حدث مع عديد العناصر الخطيرة في جهة الكاف في أقصى الشمال الغربي لتونس.