تحتضن نهار اليوم العاصمة القطريةالدوحة الاجتماع النهائي مع (فريق عمل الفيفا 2022)، بمشاركة مسؤولين كبار من رابطة الأندية الأوروبية التي تمثل 200 نادياً والدوريات الأوروبية المحترفة لكرة القدم في 24 دولة الذي تشكل للتشاور مع أصحاب الشأن عن أفضل وقت لإقامة البطولة في قطر بعدما تم استبعاد انطلاقها في الصيف بسبب درجات الحرارة المرتفعة. سيجري المسؤولون محادثات حاسمة مع فريق العمل الذي يرغب بإنطلاقة البطولة في شهري نوفمبر - ديسمبر وهو ماجعل المسؤولون الأوروبيون يصرون على أن فصل الشتاء غير قابل للتطبيق بإقامة منافسات نهائيات كأس العالم من خلاله، وبالتالي سيحاولون الضغط لتثبيت مقترحهم المشترك بإقامة البطولة في الفترة من 5 ماي إلى 4 جوان. إلا أن المصادر أكدت بأنه إذا لم يحدث إتفاق حول توقيت إقامة البطولة، فإنه من المتوقع أن يوصي فريق العمل بإنطلاق البطولة في نوفمبر - ديسمبر، وهو التاريخ الذي من شأنه أن يصادق عليه (الفيفا) عندما تجتمع هيئته التنفيذية الشهر المقبل. آخر محاولة لمنع إقامة مونديال 2022 في شهري نوفمبر وديسمبر يعتزم رؤساء الأندية الأوروبية والاتحادات المحلية لكرة القدم بمحاولة أخيرة لمنع إقامة نهائيات كأس العالم قطر 2022 في شهري نوفمبر وديسمبر، لما قد يسببه ذلك بإضرار لا تحصى لرزنامة مباريات كرة القدم العالمية، وربما يصيب جدولة البث التلفزيوني بحالة من الفوضى. إقامة البطولة في الشتاء هو الآن أمر محسوم أشارت (الاندبندنت) أنه وفقاً للرئيس المشترك لفريق العمل، رئيس اتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن خليفة، فإن إقامة البطولة في الشتاء هو الآن (أمر محسوم)، وكما يبدو أن نوفمبر - ديسمبر في صدارة التقويم بعد استبعاد شهري ديسمبر - جانفي بسبب التعارض المحتمل مع دورة الألعاب الأولمبية الشتوية. ذكرت صحيفة الاندبندنت البريطانية أنه من الصعب جداً إعادة ترتيب جدول حقوق البث التلفزيوني للدوري الانجليزي الممتاز، لأنه من الصعب وقف الدوري لمدة تصل إلى 7 أسابيع مما سيكون له تأثير سلبي على مفاوضات الجولة المقبلة لصفقات البث التلفزيوني في كل أنحاء أوروبا، كما أن هناك الضرر الذي يتعلق بعلاقات الأندية مع جماهيرها، وما إذا دفعت الأندية أجور العاملين لديها بعقود مخفضة الأجور للأسابيع التي لا توجد هناك مباريات محلية في الدوريات التي تنشط بها.
رابطة الدوريات الأوروبية تقدم مقترحها تؤكد قطر، التي نالت عرضها لتنظيم مونديال 2022 بشكل ساحق في ديسمبر 2010، أنها ستكون مستعدة لإستضافة نهائيات كأس العالم في أي وقت من السنة، بعد أن اختبرت بنجاح تقنيات التبريد الضخمة التي أقرتها في منشآتها الرياضية. وجاء في اقتراح الرابطة والدوريات الأوروبية، التي أكدت الاندبندنت أنها اطلعت عليه أمس الأحد، ما يلي (أن خيار مايو هو أفضل بديل للتوقيت التقليدي في (جوان وجويلية)، لأنه سيحتفظ بالنظام الزمني المنطقي ويتجنب ضغط لمثل هذه المنافسات المهمة مثل انطلاق كأس العالم في منتصف الموسم للدوريات المحلية للأندية الأوروبية). وكما كان الرئيس التنفيذي للبريميرليغ ريتشارد سكودامور يستعد للسفر إلى دوحة، أصدر الدوري الانجليزي الممتاز بياناً جاء فيه (منحت محاولة استضافة كأس العالم 2022 لقطر على أن تقام في فصل الصيف، فاحتمال إقامة البطولة في الشتاء أمر ليس قابل للتطبيق ولا مرغوب به من قبل الاتحادات المحلية لكرة القدم في أوروبا). وإذا انطلقت بطولة كأس العالم في منتصف الشتاء فإن التفاوض على حقوق البث التلفزيوني للدوري الممتاز مع أمثال شبكات سكاي سبورتس وبريتيش تيليكوم سيمثل تحدياً كبيراً.
تعقيد آخر أحد الأسباب التي قرر الفيفا الاقتراع لمونديالي 2018 و2022 في وقت واحد، كان السماح لشركات البث توقيع عقودها وتوثيقها للبطولتين. وعبرت شركة فوكس الأمريكية، التي دفعت مبلغ قياسي على افتراض أن البطولتين ستعقدان في الصيف، عن قلقها من أن التحول إلى الشتاء من شأنه أن تتضارب البطولة مع تغطيتها لغيرها من الألعاب الرياضية. ويزعم هؤلاء الذين يفضلون انطلاق مونديال قطر في الشتاء، بما في ذلك رئيس الفيفا سيب بلاتر ونظيره في يويفا ميشيل بلاتيني، أن هذه البطولة يجب أن تقام في أفضل ظروف مناخية عندما تلعب على أراضٍ جديدة، ولذلك يوجد هناك متسع من الوقت لإجراء التعديلات اللازمة.
قلق وسخط أوروبي ولكن الدوريات الأوروبية وأنديتها عبرت عن سخطها، لأنه سيتم فرض تأجيل المباريات المحلية التقليدية بشكل غير مسبوق، مشيرين إلى أن الغالبية العظمى من اللاعبين الذين سيشاركون في كأس العالم يلعبون مع الأندية الأوروبية. وفي الوقت الذي قال المتحدث باسم الدوريات الأوروبية للصحيفة البريطانية (تظهر دراستنا أن أي خيار في الشتاء سيسبب أضراراً كبيرة، لأن نوفمبر وديسمبر هما ذروة المنافسات الأوروبية المحلية، علينا أن يكون لدينا خيار للحد من الضرر. ماي هو الخيار الأكثر جدوى). وأضاف نائب الرابطة الرئيس التنفيذي لميلان ألبرتو جانديني (نتحدث عن فجوة أطول بكثير من أي عطلة شتوية تقليدية، وبالتالي ستكون هناك ضغط كبير في المباريات، وسيكون الجزء الأهم من الموسم قد لعب مع لاعبين الذين عادوا للتو من كأس العالم). وادعت الصحيفة أن من شأن كل ذلك أنه سيكون له تأثيراً سلبياً على العمال المتعاقدين مع الأندية بالحد الأدنى من الأجور. فمع وضوح عقود حقوق البث الأخيرة، فإنه قد لا يتم دفع للعديد من هؤلاء العمال أجوراً خلال توقف الدوريات المحلية. وأثار جانديني نقطة مهمة وهي أنه سيجري إعادة جدولة المباريات الدولية بشكل جذري، وأن أوروبا ليست القارة الوحيدة التي ستقوم بتعديل جدول مبارياتها. وادعى هارولد ماين نيكولز، الذي ترأس فريق التفتيش الفني للفيفا والذي قيّم الأوضاع في كل البلدان التي قدمت عطاءاتها لإستضافة مونديالي 2018 و2022، أن شهري نوفمبر وديسمبر سيكون لهما تأثيراً عالمياً كارثياً، وليس أقلها بالنسبة إلى الجماهير. وقال نيكولز ل(الاندبندنت) (سنضطر لوقف حوالي 50 بطولة محلية للدوري في كل أنحاء العالم إذا أقيمت مونديال 2022 في نوفمبر وديسمبر ، وبرأيي هذا شيء خطير جداً، إذ من شأنه سيسبب ارتباك لا يوصف، ويعني أيضاً أسابيع عدة من دون دخل للأندية). وأضاف (سيؤدي ذلك إلى تغيير ثقافة المشجعين بالكامل. ستتوقف بطولات الدوري في أكتوبر لأن المنتخبات ستقوم بإعداد فرقها للبطولة، وبدء الدوري مرة أخرى في جانفي، فإن الأندية ستفقد تماماً الشعور العام).