عبّرت عدّة أطراف متشاورة حول الفترة الأمثل لتنظيم (كأس العالم لكرة القدم قطر 2022) عن آرائها خلال اجتماع كبير في مقرّ الاتحاد الدولي (الفيفا) في زيوريخ أوّل أمس. في إطار عملية المشاورات المستمرّة عقدت مجموعة العمل التي أنشأتها لجنة (الفيفا) التنفيذية لتقييم الخيارات المتاحة بخصوص أجندة المباريات الدولية بين عامي 2018 و2024 اجتماعا برئاسة رئيس الاتحاد الآسيوي ورئيس مكتبه التنفيذي البحريني الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة، وقد أتى هذا الاجتماع بعد الأوّل الذي عقد في 8 سبتمبر الماضي بحضور ممثّلين عن الاتحادات القارّية والوطنية على مستوى الدوريات والأندية، بالإضافة إلى ممثّلين عن الاتحاد الدولي لجمعيات اللاّعبين المحترفين واتحاد الأندية الأوروبية واتحاد دوريات المحترفين في أوروبا والأمين العام للّجنة العليا لقطر 2022 حسن الذوادي. وقد تلقّى الحاضرون معلومات بخصوص العمل المبدئي لتحليل الخيارات المطروحة حول أجندة المباريات الدولية بين عامي 2018 و2024، وبالأخص تمّ في الاجتماع طرح المقترحات المتعلّقة بخصوص أشهر جانفي وفيفري 2022 أو نوفمبر وديسمبر 2022 كبدائل لشهري جوان وجويلية 2022 لإقامة كأس العالم في قطر. وحسب موقع الاتحاد الدولي للّعبة (حصل المشاركون في المؤتمر على فرصة لتقديم تقارير مفصّلة حول الكيفية التي يمكن للتواريخ المقترحة أن تؤثّر على منافساتهم وأنشطتهم و/أو الجهات المعنية الأخرى). وقدّم اتحاد الأندية الأوروبية واتحاد دوريات المحترفين في أوروبا على التوالي عروضا تقترح أن يكون أفريل وماي 2022 ماي وجوان 2022 كفترات بديلة لتنظيم كأس العالم، كما قدّم كبير مسؤولي (الفيفا) الطبّيين البروفسور ييري دفوراك تقريرا حول المخاوف الطبّية المتعلّقة بسلامة اللاّعبين والجماهير في حال تمّ تنظيم البطولة في الفترة بين ماي وسبتمبر. وأشار أمين عام (الفيفا) جيروم فالكي إلى أن شهر رمضان سيبدأ في 2 أفريل 2022، وهو ما سيكون له تأثير على عدد من اللاّعبين في إطار الاستعدادات لخيار إقامة البطولة في أفريل وماي وعلى التحضير للحدث الكروي نفسه. وأشار القطري حسن الذوادي إلى أن الخيار والظروف الأمثل للشرق الأوسط بتنظيم كأس عالم متكامل هو أن يتمّ تنظيمه في الشتاء، لكنه أكّد أن اللّجنة المنظّمة المحلّية ما تزال ملتزمة بشكل كامل بتنفيذ ما تمّ التعهّد به في عرض الاستضافة وتنظيم الحدث بأفضل شكل ممكن بغض النّظر عن القرار الذي سيتمّ اتّخاذه. وقال الشيخ سلمان بن إبراهيم: (الهدف من الاجتماع هو تلقّي آراء كافّة الأطراف والعمل على تقليل الخيارات، أسعدنا مستوى التفاصيل التي تقدّم بها المشاركون والنقاشات البنّاءة التي جرت، تكوّن لدينا الآن فهم أكبر لموقف الجهات المعنية وسنأخذ في الاعتبار بشكل متأنٍ هذه الخيارات مع مضينا قُدما نحو تحديد تفاصيل أجندة المباريات الدولية). وسيقوم الشيخ سلمان وأمين عام (الفيفا) وإدارته بتقييم النقاشات وإعداد تقرير قبل عقد الاجتماع المقبل لمجموعة العمل. وقال فالكي: (نقترب من تقليل التواريخ المقترحة لكأس العالم إلى خيارين هما: جانفي وفيفري 2022 أو نوفمبر وديسمبر 2022، لكن طلب من الفيفا أيضا الأخذ في الاعتبار ماي 2022، سنقوم بتلخيص ما تمّ طرحه وتقديم رأينا لكافّة الأطراف لكي تحضّر نفسها للاجتماع المقبل في إطار العمل نحو اتّخاذ قرار نهائي). ومن المتوقّع إجراء المزيد من المشاورات، وأن تعقد مجموعة العمل اجتماعها المقبل في مطلع عام 2015. وكانت روابط الدوريات الأوروبية المحترفة في كرة القدم رفضت في اجتماعها الأخير قبل نحو أسبوع إقامة نهائيات كأس العالم في قطر عام 2022 في فصل الشتاء كما يطالب (الفيفا) لتجنّب الحرارة المرتفعة، لأن ذلك سيتطلّب توقّف أبرز بطولات الدوري في أوروبا لمدّة ستّة أسابيع. وشدّد رئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتير أكثر من مرّة في الفترة الأخيرة على أنه لا يمكن إقامة النّهائيات في الصيف بسبب الحرارة التي تتخطّى حاجز ال 40 درجة مئوية في قطر واقترح شهري نوفمبر وديسمبر، لكن ذلك سيؤدّي إلى تجزئة موسم البطولات الأوروبية وأيضا دوري أبطال أوروبا.