* مواطنون يحوّلون الطرقات والأرصفة إلى ملكية خاصة تحول حي بلكور العتيق في الآونة الأخيرة الى (باركينغ) مفتوح على الهواء لمئات السائقين الذين احتلوا بمركباتهم كل الطرقات، فلا الراجلين ولا حتى السيارات العابرة للشارع قادرين على تحول هذه المنطقة الحمراء التي باتت تشكل كابوسا يوميا للعاصميّين بل الأمر تعدى ذلك ليتحول إلى خطر ماثل يتربص بسلامتهم بالنظر الى احتمال وقوع حوادث المرور، فلقد اختلط طريق السيارات بالمارة والسيارات المتوقفة والسائرة فكانت الكارثة. مليكة حراث حالة تذمّر كبيرة تسود بين سكان حي بلكور والذي لم يعد في الآونة الأخيرة اسما على مُسمى، فلقد تحولت طرقاته الى نقطة سوداء في قلب العاصمة، فهذا الحي التاريخي، يفقد كل يوم معاني الراحة والعيش الكريم، ف (اللاقانون) يطغى على الطرقات من بدايته الى غاية مفترق الطرق الرابط بحي العانصر ومحطة الترامواي بالمعدومين. ولقد عبّر العديد من السكان وكذا المارة بهذه المنطقة ل (أخبار اليوم) عن الحالة المتدهورة التي يشهدها هذا الأخير والتي كان السبب المباشر فيها غياب الرقابة الفعلية، بحيث فتحت الباب أمام لامبالاة المواطنين الذين حوّلوا بدورهم طرقات الحي وكذا الأرصفة إلى ملكيتهم الخاصة، فمركباتهم بكل أحجامها الكبيرة والصغيرة أصبحت تحتل كل المنطقة والمرور بالحي تحول الى أمر صعب أو مستحيل محاط بالمخاطر.. والمشكل أن المركبات لا تحتل جهة واحدة أو خط واحد في الطريق وإنما هي ركن عشوائي للمركبات دون احترام لحقوق الطريق وللقانون العام، والأمر يبدو أن يلقي بظلاله بقوة على السائقين المارين بهذه الطريق الرئيسية بالعاصمة أين باتوا معرّضين للوقوع فريسة حوادث المرور بالنظر إلى ضيق الطريق وعدم وجود مساحة كافية للقيادة بشكل سليم، والمارة بدورهم هربوا من أرصفتهم باتجاه الطريق بعد احتلالها من طرف المركبات، فتحولت طرقات بلكور الى ساحة للمعارك اليومية بين المارة من جهة وبين السائقين من جهة أخرى، في حين يتواصل مشهد ركن السيارات في باركينغ بلكور المفتوح على الهواء والذي لا يحده شارع أو رصيف فكل شيئ مسموح في ظل انعدام الرقابة، ويبقى سكان بلكور في حيرة من أمرهم نتيجة هذه الوضعية التي باتت لا تطاق خاصة أنها في ازدياد متواصل.. وللإشارة فإن الباركنغات المجانية المفتوحة في العاصمة ليست مقتصرة على منطقة أو حي دون آخر، بل أن الأزمة شاملة تلقي بظلالها بشكل كبير على أغلب بلديات العاصمة، وبالتالي فإن مديرية النقل لولاية الجزائر مُطالبة بالتدخل الفوري لتجسيد مشاريع لحظائر بلدية لاستيعاب هذه الحظائر العشوائية التي تجتاح العاصمة، ومصالح الأمن مطالبة أيضا بفرض رقابة ومنع الركن العشوائي والذي تحول إلى مصدر ضرر كبير للمواطن أينما كان سواء في سيارته أو على الرصيف.