يوشك حي بلكور بقلب العاصمة على الانفجار، بسبب حالة الازدحام الكثيفة التي يعرفها يوميا والتي حوّلت هذا الشارع الشعبي والرئيسي بالعاصمة إلى نقطة سوداء تثير استياء المواطنين بشكل كبير خاصة في الآونة الأخيرة·· تفاقم الوضع في حي بلوزداد بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، فلقد اشتكى العديد من سكان هذا الحي من التدهور الكبير الذي يتعرض له هذا الشارع، خاصة من ناحية الازدحام المتواصلة عبر طرقاته، فعبر جولة قصيرة في هذه المنطقة قد لا تستغرق بضع دقائق إلا أنها تتحول إلى ساعات طويلة في حي بلكور، فمن جهة الباعة المتجولون الذي بدؤوا بالأرصفة فاحتلوها ثم نزلوا إلى الطريق فقطعوه على المركبات، فمن مدخل الحي وإلى غاية نهايته بالقرب من الحامة، هناك فقط يتنفس المواطنون الصعداء·· والمشكل أن بعض المواطنين وخاصة الموظفون منهم مجبرون على سلوك هذا الحي لقضاء حوائجهم والوصول إلى مكاتبهم، فالحي يعتبر همزة وصل رئيسية ما بين عدة مناطق أساسية ومركزية بالعاصمة، فلابد من الاجتياز منه والتحلي بالصبر لأن التأخر أمر أكيد، فالشارع مكتظ عن آخره على طول اليوم، ومما زاد من صعوبة حركة السير هو العدد الكبير للمركبات المتوقفة بصفة عشوائية في هذا الشارع سواء على الأرصفة أو على الطريق الخاص بالسيارات، فأينما حوّلت نظرك تقابلك السيارات المركونة في كل مكان والباعة المتجولون يقفون هم كذلك في كل مكان، وفي الوسط المواطنون العالقون في الازدحام غير قادرين على الخروج من هذا الشارع، فحتى سائقي سيارات الأجرة ملوا من هذا الشارع، حتى أن بعضهم يلجأ أحيانا إلى تغيير المسلك والمرور من الجهة السفلى، رغم أن هذه الجهة لا تحتوي في غالب الأحيان على الزبائن، إلا أنهم يفضلون الوصول بسرعة إلى وجهتهم على أن يجبروا على تمضية كل اليوم في أزقة حي بلكور التي لا تخلو أبدا من الحركة وحالة الازدحام فيها صفة يومية·· وكان ازدياد حالات السرقة والاعتداء القطرة الأخيرة التي أفاضت الكأس، وخلقت انزعاجا كبيرا ما بين المواطنين في هذا الحي العريق، فلا يمكن أبدا أن تمسك بهاتفك النقال خلال عبورك بهذا الحي دون أن تأخذ حذرك وتلتفت يمينا وشمالا خوفا من التعرض للسرقة، فحتى الركاب في السيارات لم يسلموا من سرقة أغراضهم وهم داخل المركبة، فكل شيء ممكن في حي بلكور·· فهذا الحي الذي احتضن أمجاد الجزائر تحول في الفترة الأخيرة إلى نقطة سوداء بقلب العاصمة، يتهرب الجميع من المرور به إلا من أجل قضاء حوائجهم أو التبضع في أسواقه ومحلاته المعروفة بأسعارها الزهيدة وباحتوائها على كل شيء، فمعالم هذه المنطقة تتلاشى مع الوقت والانفجار يبدو قريبا ··