مع كل دقيقة، تستبيح الميليشيات المسيحية المعروفة باسم (أنتي بالاكا) دماء المسلمين في جمهورية أفريقيا الوسطى، ويرتكبون بحقهم أسوأ المجازر الدموية وأبشعها، ما يذكيه مشاعر السخط العرقي ويدلل على وجود مؤشرات واضحة عن وجود حقد طائفي لدى المسيحيين ضد المسلمين، حتى بدأوا بقتل وإبادة الآلاف من المسلمين وتدمير المساجد. على هذه الوتيرة، حسبما قالت جماعات حقوق الإنسان فإنه لن يتبقى مسلم واحد في جمهورية أفريقيا الوسطي إن لم تتحرك قوات حفظ السلام الدولية وتتخذ الإجراءات اللازمة لمنع المليشيات المسيحية المسلحة من شن هجمات (تطهير عرقية) ضد مجتمعات مسلمة بأسرها، حيث دعت منظمة العفو الدولية ومنظمة (هيومن رايتس ووتش) حكومة أفريقيا الوسطى وقوات حفظ السلام الإفريقية والفرنسية إلى حماية السكان المسلمين المتبقيين من الهجمات الانتقامية المروعة من قبل المليشيات المسيحية (أنتي بالاكا). وتواصل ميليشيا (أنتي بالاكا) اضطهاد المسلمين وتدمير المساجد في إفريقيا الوسطى، رغم محاولات المسلمين الفرار وإخلاء منازلهم، وفق ما ذكر موقع كاتبين الفرنسي. ومنذ سبتمبر 2013م لم تتوقف الميليشيا المسيحية (أنتي بالاكا) عن ارتكاب جرائم فظيعة دون أدنى اعتبار للمسنين أو النساء والأطفال، وصفتها منظمة العفو الدولية ب(تطهير عرقي) و(إبادة جماعية). وأفادت تقارير العفو الدولية أن عدد النازحين قد تجاوز المليون شخص، وبلغ عدد المقيمين في مخيمات اللاجئين 100 ألف شخص. ودمرت الميليشيا 417 مسجد من أصل 436 مسجد مسجل في إفريقيا الوسطى، وتعمل هذه الميليشيا المسلحة على إخراج المسلمين من إفريقيا الوسطى تماما. ومن الصعب الآن تحديد عدد المسلمين بالبلاد، بعد ما كانوا يشكلون نسبة 10 في المائة من سكان البلاد عام 2013م. جدير بالذكر أن الأوضاع الأمنية في أفريقيا الوسطى تدهورت منذ الانقلاب الذي قاده ميشال دجوتوديا وائتلاف سيليكا المتمرد، الذي حمل السلاح في نهاية 2012 وأطاح بالرئيس فرنسوا بوزيزيه في مارس 2013، وبضغط من رؤساء دول وسط إفريقيا والقوات الفرنسية الموجودة، تنحى دجوتوديا وتم نفيه. ويشار أنه خلال فترة حكم دجوتوديا وجهت اتهامات إلى حلفائه في حركة سيليكا، معظمه من المسلمين، بارتكاب فظائع بحق سكان مسيحيين، مما دفع بالقرويين المسيحيين إلى تشكيل ميليشيات للدفاع عرفت باسم (أنتي سيليكا)، لذلك غرقت البلاد في دوامة من العنف الطائفي والأعمال الانتقامية التي تشنها هذه الميليشيات ضد مسلحي سيليكا، وضد مدنيين مسلمين. كما أكدت العديد من الأخبار أن جمهورية أفريقيا الوسطى تشهد أسوأ عملية تطهير عرقي ضد المسلمين في تاريخ البلاد منذ استقلالها فى عام 1960، مشيرة إلى أن مسلمي أفريقيا الوسطى يفرون من وطنهم باتجاه بلدان لا يعرفونها خاصة تشاد والكاميرون، هربا من الكراهية والمناجل. أما القوات الفرنسية والأفريقية في قوة حفظ السلام فقد شنت في جمهورية أفريقيا الوسطى عملية واسعة لنزع سلاح المليشيات، تضمنت القيام بعمليات تمشيط وتفتيش المنازل في عدة مناطق بالعاصمة بانغي بحثاً عن أسلحة تستخدمها المليشيات المسلحة، وقد استهدفت أحياء تعتبر معاقل لمتمردين ومقاتلين تابعين لمليشيات مسيحية، قامت خلال الفترة الماضية بحملات ترويع المسلمين وتهجيرهم من ديارهم.