يعتزم مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة التصويت، الخميس،على إرسال قوة لحفظ السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى التي تشهد تصاعدا في وتيرة العنف الطائفي والعرقي، في ظل عمليات القتل المتبادل بين الأغلبية المسيحية والمسلمين في المستعمرة الفرنسية السابقة، رغم تواجد قوات حفظ السلام الفرنسية فضلا عن قوات الاتحاد الإفريقي. ومن المتوقع أن يصوت مجلس الأمن بالإجماع على قرار لتشكيل قوة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة، قوامها حوالي 12 ألف جندي، لتتسلم المسؤولية من القوات الإفريقية منتصف سبتمبر، لكن هناك مخاوف من فراغ أمني في الأشهر المقبلة، بعد قرار تشاد سحب قوتها التي يبلغ قوامها 850 جنديا وسط جدل بشأن سلسلة من حوادث العنف المتصلة بجنود قوات حفظ السلام الإفريقية. وسيفوض القرار باريس، التي أعدت المشروع، قوة فرنسية منفصلة قوامها ألفي جندي باستخدام "كافة السبل الضرورية" لدعم القوة الدولية الجديدة التي ستعرف باسم "مينوسكا". وقبل يومين على موعد إقرار المشروع، قتل 30 شخصا، معظمهم من المدنيين، في مواجهات بين عناصر ميليشيات "أنتي بالاكا" ومسلحين سابقين من حركة "سيليكا" في منطقة ديكوا. يشار إلى أن التدخل العسكري الفرنسي في ديسمبر أضعف مسلحي "سيليكا"، الذين حكموا البلاد بين مارس و جانفي 2013، إلى حد كبير، ولاذوا بالفرار إلى الأرياف في شمال وشرق إفريقيا الوسطى. و قد تشكلت ميليشيات "أنتي بالاكا" المسيحية كرد فعل على أعمال العنف التي مارسها تمرد سيليكا طوال أشهر على سكان إفريقيا الوسطى، وبدأت تشن هجمات متكررة على متمردين سابقين وعلى المدنيين المسلمين، ما أدى إلى فرار الآلاف من البلاد. هذا وأعلنت فرنسا أنها تؤيد إجلاء المسلمين الذي يواجهون تهديدات ، وأضافت أن الأولوية هي للحفاظ على الأرواح رغم المخاوف من أن يؤدي نقلهم إلى أماكن أخرى إلى تقسيم البلاد. إلى ذلك قالت الأممالمتحدة مطلع أفريل الجاري إنها تحاول إجلاء 19 ألف مسلم بصورة عاجلة من العاصمة بانغي ومناطق أخرى من جمهورية إفريقيا الوسطى، حيث تحاصرهم ميليشيا "أنتي بالاكا" وتهدد حياتهم، كما حذرت الهيئة الأممية ووكالات الإغاثة من حدوث تطهير عرقي، وأشارت بعض تلك المنظمات إلى أن نقل السكان قد يؤدي إلى تقسيم جمهورية إفريقيا الوسطى إلى شمال مسلم وجنوب مسيحي. جمهورية التشيك سترسل 250 جندي إلى افريقيا الوسطى من جهته، أعلن رئيس الأركان التشيكي أن بلاده سترسل 250 جنديا إلى بعثة الأممالمتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى بناء على طلب الأمين العام للأمم المتحدة. وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون خلال جولته إلى براغ في الفترة من 3 إلى 5 ابريل الجاري رئيس الوزراء التشيكي بإرسال جنود إلى بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في أفريقيا الوسطى.