تواصلت أمس ولليوم الثالث عمليات التمشيط الواسعة النّطاق التي تشهدها منطقة القبائل منذ الخميس الفارط، ولم يتمّ الإعلان بعد عن الحصيلة الرّسمية للعملية الضخمة والنّوعية التي يقودها الجيش· وتحدّثت مصادر أمنية متطابقة عن إمكانية وجود جثّة الأمير الوطني لتنظيم الجماعة السلفية للدّعوة والقتال عبد المالك درودكال من ضمن جثث الإرهابيين المقضى عليهم، والذين حوّلوا إلى مصالح حفظ الجثث بولايتي تيزي وزو وبومرداس من أجل تحديد هويتها· وأفادت ذات المصادر بأن الدموي أبو مصعب عبد الودود كان على موعد مع تجمّع إرهابي بإمرته نهاية الأسبوع المنصرم، وهو التجمّع الذي أجهض من طرف مصالح الأمن المشتركة بقيادة الجيش الوطني الشعبي· حيث تمّ تجنيد الآلاف من العسكريين من أجل إنجاح العملية النّوعية التي تشهدها ولايتا تيزي وزو وبومرداس، حيث اعتمدت هذه العملية التي يقودها جنرالان أحدهما من النّاحية العسكرية الأولى بالبليدة، على اقتحام معاقل الجماعة السلفية للدّعوة والقتال وتطهيرها من بقايا الدمويين، وذكرت نفس المصادر أنه تمّ القضاء على العديد من الإرهابيين في مناطق متفرّقة من الولاية التي تشهد حصارا وانتشارا أمنيا لم يسبق وأن شهدته منذ زمن، ويتعلّق الأمر بكلّ من ميزرانة الحدودية مع بومرداس، والتي ظلّت معقلا حصينا للجماعات المسلّحة منذ مطلع العشرية السوداء، بالإضافة إلى غابات ياكوران المتلاحمة بغابات أدكار التابعة لبجاية، وأكبر المعاقل التي تمركز التواجد الأمني بها واتّخذت العديد من الإجراءات الأمنية بشأنها، على غرار منع التوجّه إلى الحقول لجني الزيتون والتنقّل ليلا في المناطق التي تشهد التمشيط نجد سيدي علي بوناب التي تعتبر العصب النّابض لاستمرار الاضطرابات الأمنية التي تشهده المنطقة· وتعتبر هذه الكتلة الجبلية التي تربط ولايات تيزي وزو، البويرة وبومرداس من أصعب المعاقل التي نجحت قوّات الجيش في اقتحامها وتعقّب أثار المتمركزين بها· هذا، وتفيد المعلومات الأوّلية بأنه تمّ تدمير عشرات الكازمات والمخابئ واسترجعت كمّيات معتبرة من المؤونة والأغذية والأدوية وكذا المتفجّرات، ولليوم الثالث على التوالي تمّ قطع شبكة الاتّصالات للمتعاملين الثلاثة للهاتف النقّال عملا بتعليمات المسؤولين على تسيير العملية العسكرية التي جنّدت لها كافّة الامكانيات المادية والبشرية من عتاد وأسلحة حربية من شأنها العمل على التطهير النّهائي لجبال منطقة القبائل من الدمويين· وتحسّبا لأيّ عمليات إرهابية قد تنفّذها الجماعات الإرهابية المطاردة في كلّ مكان تمّ نشر مصالح الأمن في المناطق الحضرية وعند مداخل الولاية·