تمّ القضاء على عشرات الإرهابيين خلال العملية العسكرية المستمرّة في منطقة القبائل، وهي العملية التي سخّر لها الجيش الوطني وسائل ثقيلة بهدف اجتثاث شوكة الإرهاب من أعالي جبال سيدي علي بوناب، علما أن أخبارا عديدة يتمّ تداولها حول القضاء على أبرز أمراء التنظيم الإرهابي المسمّى الجماعة السلفية للدّعوة والقتال· أوردت مصادر محلّية مطّلعة أن مصلحة حفظ الجثث بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد النّذير بتيزي وزو استقبلت مساء أوّل أمس 12 جثّة نقلتها مصالح الأمن قصد التاكّد من هويتها، وبمجرّد سماعه للخبر تنقّل الرجل الثاني في الحزب المحظور علي بلحاج للتأكّد من الإشاعات التي تفيد بوجود جثّة نجله عبد القهّار من ضمن جثث العشرات من الإرهابيين المقضى عليهم بجبال سيدي علي بوناب· وهذه المرّة ليست الأولى التي يقوم فيها بلحاج بالقدوم إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى تيزي وزو لمعاينة الجثث التي لاتزال مجهولة والبحث عن تلك الخاصّة بابنه· ومع تواصل العمليات العسكرية الموسعة التي تشهدها منطقة القبائل منذ ليلة الأربعاء إلى الخميس الفارط، لم يتمّ بعد تسريب معلومات دقيقة حول العدد الحقيقي للعناصر الأرهابية المقضى عليها خلال عمليات التمشيط التي يقودها الجيش، والذي تدعّم أوّل أمس بوحدات إضافية للتوغّل أكثر في أدغال سيدي على بوناب، حيث لا تتوفّر إلى حدّ الساعة أيّ إحصائيات من مصادر وهيئات رسمية بخصوص الحصيلة الأوّلية للتمشيط، سواء ما تعلّق بعدد الجنود المصابين أو الإرهابيين المقضى عليهم، سوى الحديث عن سقوط العشرات منهم تحت رصاص ومروحيات الجيش وإصابة الآخرين بجروح متفاوتة الخطورة· ومع استمرار العملية التي قد تستمرّ لأيّام أخرى لايزال قطع الشبكة الهاتفية مصاحبا للتمشيط، وبدورها مصالح الأمن قامت بتعزيز تواجدها على مستوى الطريق الوطني رقم 12 في شطره الرّابط بين مدينة تيزي وزو وتادمايت تحسّبا لأيّ عمليات إرهابية قد تنفّذها العناصر الإرهابية· ومن جهة أخرى، لم يتأكّد بعد خبر القضاء على الزعيم الوطني لتنظيم القاعدة عبد المالك درودكال الذي أفادت معلومات أوّلية شحيحة وغير مؤكّدة بأنه يفترض أن يكون ضمن عناصر الجماعة الإرهابية التي حاصرتها مصالح الأمن وقضت على الكثير منهم· من جهة أخرى، علمت أخبار اليوم من مصادر موثوقة بأن قوّات الجيش الشعبي الوطني تمكّنت مساء أوّل أمس إثر عمليات التمشيط الواسعة النّطاق التي كانت قد باشرتها على خلفية القضاء على الإرهابي حبيب مراد المكنّى نوح أمير كتيبة الأرقم الجديد رفقة اثنين من مرافقيه على رأسهم المكلّف بالاتّصال على مستوى الكتيبة ذاتها في كمين محكم نصب لهم بمنطقة عين الحمراء ببرج منايل شرق ولاية بومرداس، من تفكيك شبكة يشتبه ضلوعهم في دعم واسناد الجماعات الإرهابية النشطة بالمنطقة· وحسب المصادر ذاتها، فإن الشبكة تتكوّن من 12 عنصرا تتراوح أعمارهم بين 23 و31 سنة، ينحدرون من قرية عين الحمراء ببرج منايل وزمّوري، تمّت عملية توقيفهم بناء على التحقيق الذي فتح بعد القضاء على أمير كتيبة الأرقم أين عثرت مصالح الأمن على أرقام هواتفهم النقّالة مسجّلة في هواتف الإرهابيين المقضى عليهم، كما استرجعت المصالح ذاتها بحوزة الشبكة 04 هواتف نقّالة، كمّية معتبرة من الأدوية المضادّة للاِلتهابات، مبلغ مالي معتبر من الأورو وبطاقات تعريف مزوّرة· وإلى حدّ كتابة هذه الأسطر، لاتزال عمليات التحقيق متواصلة مع الشبكة التي ستدلي بمعلومات مهمّة عن خبايا التنظيم وتقضي عليه بصفة نهائية·