هنالك مقولة راسخة في أذهان الكثيرين من أن أشهر الطباخين في العالم رجال، وأشهر مصممي الأزياء رجال، فلا عجب إذن، أن يخطف الرجال الأضواء والشهرة والتفوق في كافة المجالات التي يقتحمونها، وتكون في الأساس مجالات خاصة بالمرأة، ومن ذلك فن الحلاقة النسوية، التي شهدت في الجزائر ازدهارا نوعيا، جذب إليها الكثير من الرجال الذين تخصصوا في مجال الحلاقة النسوية الرفيعة بالدرجة الأولى، وتمكنوا من كسب الكثير من الزبونات، و المعجبات، اللواتي وجدن فيهم ما لم يجدوه ربما عند صالونات الحلاقة النسوية التي تشرف عليها حلاقات إناث، سيما وان كثيرا من هؤلاء الحلاقين المتخصصين في مجال الحقلاة النسوية الرفيعة قد سبقتهم سمعتهم، وانتشرت كانتشار النار في الهشيم، من أن اغلبهم قد درس وتربص في بعض البلدان العربية الشهيرة في مجال الحلاقة و التجميل، كلبنا وسوريا، فنقلوا من هناك كافة ما يتعقل بهذا المجال، من خطوط الموضة، في تسريحات الشعر و العناية به، والتجميل، والأناقة وغيرها، وهو ما تعتقد بعض السيدات في الجزائر، انه يجعلهم أكثر تفوقا وتميزا عن نظيراتهن من الحلاقات السيدات، رغم اعترافهن بوجود حلاقات مقتدرات لديهن سمعة طيبة جدا هنا في الجزائر، ولكن تبقى الأنامل الرجل سحرها الخاص ولمساتها المميزة التي تضفي في كل مرة شيئا جديدا وإبداعا ملحوظا، رغم الأسعار المرتفعة لدى هؤلاء، مقارنة بصالونات الحلاقة النسوية، ومرد ذلك حسب البعض هو الخبرة والتفوق والتميز وحسن الأداء لدى الحلاقين الرجال مقارنة بالنساء. وعلى الرغم من أن بعض السيدات لا زلن متحفظات بهذا الشأن، إلا أن البعض الآخر لا يجدن حرجا من التوجه إلى صالونات حلاقة نسوية يشرف عليها رجال، ويضعن ثقتهن الكاملة، بل ويخرجن منها راضيات تماما، على عكس ما قد يجدنه لدى حلاقات أخريات، حيث أكدت أحداهن في هذا الصدد، أن الحلاق المتخصص في حلاقة النساء يعطي نتائج مبهرة، وهي تعلم احدهم ينشط بنواحي العاصمة، تتردد عليه الكثير من الزبونات، لأنه يعمل وفقا للموضة اللبنانية والاروبية في هذا المجال، كما انه بإمكانه أن يبدع أكثر من المارة ويتفنن لأنه ينظر إلى المرأة كمجرد زبونة فقط، بل يعمل على تسريح شعرها وماكياجها، بالطريقة التي ترضي ذوقه وتجعله يبدع ويتفنن أكثر، لان بإمكانه أن يرى ويجسد أشياء أخرى مختلفة عما تراها المرأة في المرأة، وبالتالي فانه يأتي بالجديد دائما، كما أن الرجل في مثل هذه الميادين مبدع بامتياز انطلاقا من كونه أكثر صبرا من المرأة وأكثر تفانيا ويغدق على حواء بالنصائح التي تجعلها تبدو دائما جميلة فهو يراها بعين المعجب، وليس مجرد زبونة. في حين تبقى الأسعار بالنسبة للبعض هي العائق الوحيد، حيث أن الأسعار تبدو مرتفعة نسبيا لدى صالونات الحلاقة التي يشرف عليها رجال، حيث يصل سعر تسريحة عادية إلى نحو 800 دج، ناهيك عن التسريحات الأخرى التي تصل أسعارها أحيانا إلى مستويات خيالية، كما تجدر الإشارة إلى أن هذه الصالونات قد عرفت مؤخرا انتشارا كبيرا في الجزائر، وكثيرا ما يشرف عليها حلاقون مشارقة، أو جزائريون درسوا هذا النوع من التجميل في بلدان المشرق.