شرع الله سبحانه وتعالى الصلاة وأوجبها على عباده المؤمنين، ففي الصلاة تزكية للنفس وتطهيرا لها من الذّنوب، فالمسلم مهما بلغ إيمانه وتقواه فإنه ليس معصوما ومنزها من الذنوب لذلك فإنه محتاج للاستغفار والتوبة باستمرار بالذكر وأداء الصلوات والعبادات المختلفة. من هذا المنطلق نظمت جمعية العلماء المسلمين شعبة الكاليتوس وبالتنسيق مع العديد من فعاليات االمجتمع المدني كأكاديمية جيل الترجيح للتأهيل القيادي، فوج الارتقاء العاصمي وجمعية الأنيس لتنشيط الشباب أمس أكبر تظاهرة بقاعة المحاضرات بملحقة بلدية الكاليتوس، حيث نظمت أمسية تحت شعار (حي على الصلاة) وهذا بحضور دكاترة ومختصين بالموضوع، وتخللت الأمسية فقرات ترفيهية، كما تنوع برنامج الأمسية بين محاضرات تمحورت حول أحكام الصلاة والأخطاء الشائعة فيها للأستاذ عبد الحميد حشادي، والذي شرح العديد من الأخطاء التي يقع فيها المصلون بدون عمد ومن بين الأخطاء الشائعة أثناء أداء الصلاة سبق الإمام والتقدم عليه، كذلك رفع الرجلين أثناء السجود، الإسراع في الصلاة وعدم الطمأنينة، رفع البصر إلى السماء أو التلفت في الصلاة، الإسراف في ماء الوضوء والغسل، الجهر بالنية عند الوضوء والصلاة. أما المحاضرة الثانية فكانت حول كيفية الخشوع في الصلاة للمرشدة إيمان كلاع، حيث أن الخشوع في الصلاة هو شكل من أشكال السكون والخضوع والتوجه بين يدي الرب بالذل، ومن أهم الأسباب التي تساعد على الخشوع التعظيم من قدر الصلاة، معرفة الله، الاستعداد للصلاة، فقه الصلاة، اتخاذ السترة، تكبيرة الإحرام، دعاء الاستفتاح والتامل فيه، تدبر القرآن في الصلاة، التذيل لله في الركوع، الاستحضار للقرب من الله في السجود، كما أن هتك أمور أخرى تساعد على الخشوع والمتمثلة في استحضار معاني التشهد وما يحتويه من معان عظيمة جليلة، اختيار المكان والموقع المناسب، اختيار الملبس المناسب، الإكثار من النوافل، الاستعاذة من الشيطان، ملازمة التوبة والاستغفار والاجتهاد في قيام الليل بالإضافة إلى الإخلاص والصدق مع الله. كما تمحورت المحاضرة الأخيرة حول محفزات الصلاة للمدربة فريدة حريكان، ومن بين المحفزات هناك آيات من القرآن الكريم تبين فضل الصلوات والتحذير من تركها ومن بينها قوله تعالى (والذين هم على صلاتهم يحافظون أولئك في جنات مكرمون) وقوله تعالى (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)، (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون)، (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون)، وقوله تعالى (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا)، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، وقوله (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة). من جهة أخرى أثري برنامج الأمسية بفقرات ترفيهية ومعرض للعسل والأزهار وأناشيد دينية وفيديوهات وأشعار، حيث تهدف هذه المبادرة إلى تعميم الفائدة على أهل منطقة الكاليتوس والبلديات المجاورة خاصة إلى فئة الشباب والأطفال، حيث أن تعويد الطفل على الصلاة له شأن كبير في مستقبله الإيماني، فالطفولة بالتأكيد ليست مرحلة تكليف إنما هي مرحلة إعداد وتعويد وصولا إلى مرحلة التكليف، حيث أن الطفل في سن السابعة وقبل سن السابعة وبعدها ليس مكلفا بالصلاة تكليفا شرعيا، ولكنه ينبغي أن يؤدب بآداب الإسلام وأن يدرب على عبادات الإسلام، حتى إذا وصل سن البلوغ كانت الصلاة جزءا من كيانه.