يكشف الواقع المرير لبعض العائلات أن بعض الأزواج وللأسف يتخلون عن زوجاتهم بمجرد إصابتهم ببعض الأمراض على غرار مرض السرطان الذي يرادف الموت في مجتمعنا إلا أن الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء، لكن حكم البعض بالموت على من يصاب بالسرطان جعل البعض يتخذون قرارات عشوائية قد تهدم البيوت وتضيع أقرب الأشخاص إليهم وتشتت الأسر، لكن من الأشخاص من يتميزون بصحوة الضمير ولم يرضوا بالتفريط في من لم يختاروا ظروفهم وقدرهم، فابتلاء المرض هو من عند الله تعالى ولعله اختبار لأعمال وتصرفات البعض سيجازون عليها في اليوم الآخر. اسمه فريد وقصته فريدة من نوعها، ربما لو بحثنا عن واحدة مثلها بالمجهر لما وجدناها، قصة خلفت في مشاعرنا الكثير من الأسى سمعناها ونحن في حافلة نقل الطلبة (الكوس) من طرف امراة طاعنة في السن، لا نعرف عنها شيئا سوى أنها تركتنا نشعر بالأمان ونحن نستمع إليها، قصة أرجعتنا إلى زمن (روميو وجوليت) و(قيس وليلى) هي قصة فريدة واسم البطل فيها (فريد). تقول الحاجة التي تقربنا منها بعد أن سمعنا كل حكايتها التي كانت تسردها على طالبة جامعية أن هذه القصة واقعية من نسج الخيال، فأثارنا الفضول وطلبنا منها أن تعيدها على مسامعنا بكل تفاصيلها، ابتسمت الحاجة وبدأت تسرد قصة فريد تقول: (هو شاب تزوج في سن التاسعة والثلاثين بفتاة جميلة جدا، لكن مصابة بالسرطان الخبيث في الرأس وبالضبط في المخ وتعاني إعاقة على مستوى الرجل واليد اليسرى، بحيث تعرضت إلى تلك الإعاقة بعد استئصال الورم، وهي من عائلة فقيرة وتسكن في البيوت القصديرية ورغم كل ذلك لم يتعال عليها فريد وطلب يدها وتزوجها رغم الاعتراض الشديد الذي لاقاه من العائلة إلا أنه خطبها وتزوج بها دون موافقة أهله، وسكن معها في بيت قصديري بالرغاية، ورزق منها بطفل (ياسر) وبنت (شيماء) وهما يعيشان معا ويعمل ليل نهار من أجل أن يحضر لها تكاليف الدواء، تضيف الحاجة أن فريد كان يرد على كل من يسأله لماذا تزوجت معاقة بقوله (إن زوجتي لا تعاني إعاقة في ذهنها أو شخصيتها بل هي رزينة وقوية ومتخلقة ما شجعني على الزواج بها وبناء أسرة سعيدة. ولعل أن قصتنا اليوم تكون عبرة لكل من يعتبر كما تؤكد أن الخير والشر هما في صراع دائم ومستمر، فنحن نرى أزواج اليوم يقومون بكل الممارسات التي من شأنها أن تذل المرأة وتهينها حتى وإن كانت تتمتع بكامل قواها العقلية والجسدية، أما المرأة المريضة فلا مجال للتحدث عنها، ومن القضايا من وصلت إلى الطلاق بعد أن أصيبت الزوجة بسرطان الثدي وكأنها سلعة نفدت صلاحيتها وفق بعض الغرائز الحيوانية وللأسف، وبالتالي فتغيير تلك الذهنيات هو أمر واجب لاسيما وأن المرض هو قضاء وقدر ومثلما تمرض الزوجة فالزوج ليس معصوما من المرض.