نظم صبيحة أمس العشرات من سكان قرية بوعيطة في بلدية مكيرة جنوب غرب ولاية تيزي وزو، حركة احتجاجية أمام مقر الولاية، وذلك بعدما لم تجد نداءاتهم وصرخاتهم آذانا صاغية من طرف السلطات المعنية، بخصوص غلق المحجرة الموجودة في القرية والتي جعلت الكثير من سكان القرية يصابون بالأمراض الصدرية دون أي استفادة تذكر من هذه المنشأة. السكان الذين سبق لهم ونظموا عدة حركات احتجاجية في السنوات الأخيرة منها غلق المحجرة ومنع دخول وخروج الشاحنات العاملة بها، لم يجدوا مساندة السلطات لموقفهم، حيث في كل مرة يعاد فتح المحجرة دون أي مشكل يذكر. وقال المحتجون إنه للسلطات يدٌ فيما يحدث في هذه القرية، حيث جعل رئيس البلدية السابق ابنه مسيرا في المحجرة لتحصل هذه الأخيرة على امتيازات وتدخل في خانة الممنوع الاقتراب منها، ليزداد الوضع تعقيدا بعدما التحق هو الآخر بتسيير هذه المحجرة، ما جعل جميع مطالبهم بغلقها وتدخل السلطات للنظر في مشكلتهم، تصطدم بجدار قاس لا تليّنه حتى المخاطر المحدقة التي تمثلها المحجرة والغبار المتطاير منها طيلة اليوم على صحة المرضى والأصحاء الذي يصابون هم الآخرين. وقد أكد متحدث عن السكان بأن هذه المحجرة التي تبلغ مساحتها 12 هكتارا قد أصبحت تعكر صفو حياتهم، بسبب موقعها الذي يتوسط التجمعات السكانية، منددين بقرار السلطات التي أصدرت الترخيص المنجمي للمستغلين، متجاهلة أن المشاكل الصحية والإيكولوجية وحتى النفسية لسكان المنطقة بسبب ضجيج العتاد والانتشار المكثف لمادة الغبار الذي كان وراء انتشار عدة أمراض مزمنة، الأمر الذي دفع بالسكان إلى التحرك وغلق المحجرة والمطالبة باتخاذ كل الإجراءات الضرورية للحد من هذا المشكل الذي أثر أيضا على محصول الأراضي الفلاحية والطريق الولائي رقم 107 الذي تضرر بسبب العدد الهائل من الشاحنات التي تقصد المكان لشحن الحجارة، غير أن الأبواب بقيت مغلقة في وجههم. وبالرغم من أن لجنة خاصة قد حلت بعد الاحتجاجات الكثيرة التي قام بها السكان، إلا أنه لا شيئ لصالح المواطنين تم اتخاذه لحد اليوم. ويأمل المواطنون الذين التقى والي تيزي وزو أمس بعدد منهم، في أن يتدخل هذا المسؤول ويجد حلا لهذه الأزمة التي تهدد حياتهم، في حين يكسب المستغلون الملايير من وراء استغلالهم لمحجرة تهدد صحة وحياة سكان القرية وما جاورها.