أقدم أمس سكان قرية ماسلوب ببلدية مقلع 25 كلم جنوب شرق مدينة تيزي وزو، على غلق المحجرة المتواجدة على مستوى المكان المسمى الماهرون بالبلدية ذاتها إلى جانب غلق الطريق المحاذي لها. وذلك للمطالبة بغلق المحجرة نهائيا نظرا لما تتسبب فيه من معاناة السكان بسبب الغبار المنبعث منها إضافة إلى وقوفها وراء تدهور الوضع البيئي بالمنطقة. الحركة الاحتجاجية شارك فيها المئات من السكان، حيث كانت بدايتها في حدود الساعة الثامنة صباحا من نهار أمس، وأقدم المحتجون في بداية الأمر على غلق المدخل الرئيسي للمحجرة قبل أن يقوموا ساعة بعد ذلك بتصعيد حركتهم الاحتجاجية عن طريق غلق الطريق البلدي المؤدي إلى عرش ايث فراسن. وحسبما أكده المحتجون في تصريحاتهم ل«الجزائرنيوز" فإن المعاناة الكبيرة التي يتكبدونها من المحجرة العمومية المتواجدة بمنطقتهم، دفعت بهم إلى تنظيم احتجاجهم والخروج إلى الشارع من أجل لفت انتباه السلطات العمومية التي بقيت -بحسبهم- مكتوفة الأيدي رغم المراسلات والشكاوى العديدة التي رفعوها إليها بهدف أخذ التدابير اللازمة التي من شأنها وضع حد نهائي للتهديدات متعددة الأوجه التي تشكلها المحجرة على سكان المنطقة. كما أشاروا في هذا الصدد إلى أن موقع المحجرة غير البعيد عن التجمعات السكانية، جعل أهالي المنطقة عرضة للعديد من المخاطر لاسيما الصحية منها جراء الغبار المنبعث من هذه الأخيرة، حيث أن الكثير منهم أصيب بأمراض عديدة تم الكشف عن أسبابها من طرف الأطباء الذين أكدوا بأنها تعود إلى مخلفات المحجرة من الغبار. وأضافوا، أن كبار السن بمنطقتهم خصوصا الذين يعانون منهم من ضيق في عملية التنفس يواجهون يوميا عدة مشاكل ناجمة عن الغبار الصادر من المحجرة، مشيرين إلى أن معاناتهم لم تتوقف عند هذا الحد بل تواصلت أكثر بسبب الضجيج الكبير الذي تصدره الآلات المتواجدة بالمحجرة. في سياق آخر، طرح المحتجون مشكلا لا يقل أهمية عن سابقيه والمتمثل في تدهور الوضع البيئي بمنطقتهم بسبب الغبار الصادر عن هذه الوحدة والذي كان وراء القضاء على كافة الأشجار المحيطة بها، هذا اضافة إلى توسيع مسؤولي المحجرة لنطاق نشاطها متسببين في ذلك في جعل مساحات كبيرة من الغطاء النباتي أراض جرداء. من جهة أخرى، أضافوا أن الصمت اللامبرر الذي تنتهجه السلطات العمومية في معالجة قضاياهم المطروحة، يعكس غياب الإرادة الفعلية لاحتواء مشاكلهم، كما صرحوا بأن عدولهم عن الحركة الاحتجاجية يتوقف أساسا على التدابير التي يجب أن تتخذها السلطات في أقرب الآجال والمتمثلة في الغلق الفوري للمحجرة من منطلق أن حياة السكان المحليين في خطر حقيقي. ومن جهته، تنقل مدير الطاقة والمناجم رفقة رئيس بلدية مقلع واجتمعوا بممثلين عن المحتجين، حيث وعدهم بأخذ انشغالاتهم بعين الاعتبار في أقرب الآجال.