في ذكرى مجازر الثامن ماي * * بوتفليقة: (مسؤولية الشباب عظيمة في الحفاظ على المنجزات) * دعا رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس الجمعة شباب الجزائر إلى اليقظة والوعي بالتحديات الراهنة، مبرزا (المسؤولية العظيمة) للشباب في الحفاظ على المنجزات والمكاسب المحققة وتطويرها، مشيرا إلى أنه أمام الشعب الجزائري (مجال واسع لتضافر جهود أبنائه في ترسيخ قيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومبادئ الحريات الخاصة والعامة وترقية المرأة، والمزيد من العمل والجد في كل مجالات التنمية، تفاديا للأزمات الاقتصادية والمالية التي تعرفها العلاقات بين الدول). قال الرئيس بوتفليقة في رسالة له بمناسبة الذكرى السبعين لمجازر 8 ماي 1945: (إن لشباب الجزائر اليوم، مسؤولية عظيمة في الحفاظ على هذه المنجزات والمكاسب وتطويرها بما له من إرادة قوية وطموح بعيد)، داعيا إياه للبقاء (واعيا ويقظا إزاء ما يعتري العالم من قلاقل وتغيرات وهزات ضربت الكثير من الأقطار في منطقتنا). وأضاف رئيس الدولة أن الجزائر (تمكنت بفضل اللّه عزّ وجلّ وعزيمة بناتها وأبنائها، من الدفاع عن استقرارها وأمنها وسيادتها، بل وتعمل على أن يسود السلام والاستقرار كافة أنحاء العالم لا سيما محيطها العربي والإفريقي). واستطرد رئيس الجمهورية قائلا إنه من أجل ذلك (تبذل (الجزائر) ما في وسعها من جهد لفض النزاعات ورأب التصدعات ليعم السلم والاستقرار كل محيطنا وتعيش شعوبه في بحبوحة من العيش الكريم والرخاء والازدهار). وأعرب الرئيس بوتفليقة بالمناسبة عن يقينه بأنه أمام الشعب الجزائري "مجالا واسعا لتضافر جهود أبنائه في ترسيخ قيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومبادئ الحريات الخاصة والعامة وترقية المرأة، والمزيد من العمل والجد في كل مجالات التنمية، تفاديا للأزمات الاقتصادية والمالية التي تعرفها العلاقات بين الدول). ودعا رئيس الجمهورية الشعب الجزائري وفي مقدمته الشباب إلى (التحلي بالحكمة والتسلح بالإرادة والعمل في مواجهة مختلف التحديات والمصاعب، وذلك برص صفوف الجبهة الداخلية، باعتبارها الرهان الأقوى والرباط الأوثق لربح معركة المستقبل). من جانب آخر، أكد رئيس الجمهورية أن المأساة التي ارتكبها المستعمر الفرنسي يوم 8 ماي 1945 ضد الشعب الجزائري تعد واحدة من (محطات تاريخنا الأليمة) التي تتعارض أحداثها مع مسار التاريخ ويأباها العقل والإنسانية. وأوضح الرئيس بوتفليقة أن هذه الذكرى (واحدة من محطات تاريخنا الأليمة التي تتعارض أحداثها مع مسار التاريخ ويأباها العقل والإنسانية، إذ لم يكن لشعبنا من جريرة سوى أنه خرج لتوه يحتفل مع شعوب المعمورة بهزيمة النازية والفاشية التي شحنت العلاقات بين الدول وبين الشعوب بالشنآن والبغضاء)، واسترسل قائلا في نفس السياق: (لم يكن مطمح شعبنا الذي سبق أبناؤه إلى محرقة الحرب العالمية الثانية للدفاع عن حرية فرنسا وما يسمى بالعالم الحر أكثر من أن يستنشق هو الآخر نسائم الحرية كحق مشروع ومشترك بين بني الإنسان بعد أن دفع ضريبة حرب فرضت عليه دون وجه حق، لكنه جوزي جزاء سنمار وكوفئ على نصرته للحلفاء بالحديد والنار وأبيد منه أكثر من 45 ألف شهيد معظمهم في مناطق سطيف وفالمة وخراطة وسكيكدة وما إليها). وأشار رئيس الدولة إلى أن هذه المأساة (لم تكن حالة فريدة في تاريخ الإحتلال الفرنسي لبلادنا بل كانت لها سوابق ولواحق لا تقل عنها قسوة). وخلص رئيس الجمهورية إلى أنه (وبالرغم من مرور سبعين عاما على المأساة، إلا أنها ما زالت محفورة في الذاكرة الجماعية الوطنية وتعود إلينا ذكراها كل سنة في موعدها، كما تذكرنا في نفس الوقت بأنها كانت الحافز الأكبر في هبة الشعب الجزائري لدق أول مسمار في نعش الإستعمار وليتخلص منه نهائيا في ثورته المجيدة، ثورة أول نوفمبر العظيم سنة 1954).