بقلم: أمجد عرار* مشاهد قمع اليهود الإثيوبيين لم تستفز رئيس وزراء (إسرائيل) بنيامين نتانياهو. فقط مشهد الاعتداء على أحدهم، الذي كان يرتدي زي جيش الاحتلال، أغضب نتانياهو، ما دفعه لاستقباله ل(تطييب خاطره)، قبل ذلك وصف مسؤول صهيوني القادمين من أفريقيا، عبر سيناء بأنهم (نفايات)، ومر هذا الوصف العنصري الفج بكل سلاسة على نتانياهو وحكومته وتجمعه الاستيطاني كله. وبالعودة إلى الثمانينيات، نجد فضيحة (الدم) حين تبين أن السلطات الصحية في (إسرائيل) تخلصت من الدماء، التي يتبرع بها اليهود (الفلاشا) ذوو البشرة السوداء لبنوك الدم، وسكبتها قرب البحر، في سلوك عنصري مبني على التشكيك ب(يهودية) دم (الفلاشا)، بعد تضليلهم وإيهامهم بأنهم ذاهبون إلى بلاد (السمن والعسل). الكيان الصهيوني لم يكن بحاجة إلى قمع المحتجين من اليهود ذوي البشرة السوداء، لكي يظهر عنصريته للعالم ولليهود المخدوعين، الذين يتركون أوطانهم الحقيقية والأصلية، وينتقلون إلى وطن لا توجد لهم في ترابه عظام دجاجة. التمييز العنصري في هذا الكيان ظاهر وواضح للعيان، ويتجسد في شتى مناحي الحياة، والكل يعرف التراتبية العرقية المكرسة فيه بدءاً باليهود الإشكناز في ذروة رأس الهرم.. ونزولاً حتى (الفلاشا) في أسفله، مروراً ب(السفارديم)، وهم اليهود الشرقيون. وكلنا يتذكر أيضاً محفل مدريد لما سميت عملية السلام في العام 1991، حين ذهبت كل الوفود المشاركة، برئاسة وزراء الخارجية إلا (إسرائيل)، التي مثلها رئيس حكومتها آنذاك، إسحاق شامير، لأن وزير الخارجية في ذلك الوقت، وهو دافيد ليفي، من أصل مغربي، فمنع من ترؤس الوفد. جيمي كارتر رئيس سابق للولايات المتحدة، وهو ليس من أصل عربي، بل هو من جلب ل(إسرائيل) اتفاقية كامب ديفيد مع مصر، ألف كتاباً شبّه فيه (إسرائيل) بنظام الفصل العنصري البائد في جنوب أفريقيا. ومن المعروف أن (إسرائيل) كانت من قلائل، الذين أقاموا علاقات متينة مع ذلك النظام حتى أنفاسه الأخيرة، لكن في مطلق الأحوال، ينبغي التذكير بأن المضطهِدين والمضطهَدين في هذا الكيان العنصري متفقون على اضطهاد الشعب الفلسطيني وازدراء العرب.