أصبحت جل الفتيات يلهثن وراء الظهور بمظهر أنيق في يوم العرس، غايتهن من ذلك خطف الأنظار والتميز عن بقية المدعوات، وأمام الأسعار المرتفعة للفساتين الأنيقة المخصصة للحفلات والأعراس لم يجدن الحل إلا بالاهتداء إلى كرائها من المحلات التي لم تجد أي حرج أو مانع في عرضها عليهن كذلك، ولم يعد كراء فساتين العرس مختصا فقط بالعرائس حاليا بل اختصت العديد من المحلات المنتشرة عبر العاصمة وخارجها في كراء ملابس العرس من فساتين وأطقم أنيقة وحتى »جبات« رائعة مما أدى بالسيدات إلى كرائها بمبلغ معقول مقارنة مع السعر المتداول في السوق والتي لا تقوى الكثيرات على دفعه. وبما أن نشوة الكثيرات تتلخص في حضور الأعراس لمشاركة الأهل والأحباب فرحة العمر، نجدهن يحضّرن للعرس شهوراً قبل حلوله مثلهن مثل العروس، لاسيما وأن العديد من الفتيات فضلن في السنوات الأخيرة عدم ظهورهن بفستان واحد بل ينوعن الملابس تبعا لتصديرة العروس، وما ساعدهن على ذلك هو ظهور تلك المحلات التي باتت تعرض خدماتها حتى على الفتيات العازبات إضافة إلى العرائس، بالنظر إلى الأسعار الخيالية التي تتداول عليها أسعار الفساتين في المحلات، بحيث لا تنزل عن مبلغ 5000 دينار كحد أدنى، ويرتفع السعر ليصل إلى حدود 2 مليون سنتيم تبعا لجودته ونوعية قماشه لاسيما الملابس المستوردة. وتنتشر تلك المحلات التي اختصت في تأجير فساتين الأفراح للعرائس وغيرهن من الفتيات العازبات داخل العاصمة وخارجها على غرار ولاية البليدة وغيرها من الولايات، بسوق »بزيطة« بباب الوادي التقينا ببعض الفتيات وهن ينتقين الفساتين والأطقم لاستئجارها لحضور أعراس أقربائهم. تقول نورة: »منذ أن اعتمدت هذه المحلات على طريقة الكراء حتى للعازبات لم أعد أحتار عند حلول أي عرس من ناحية اللباس، لاسيما وأن المبالغ التي عُرضت تعتبر معقولة، فيكفيك أن تدفع 2000 دينار للاستفادة من فستان حفلات أو طقم فاخر لمدة يومين ذلك ما أنقص على كاهل الفتيات المبالغ الخيالية التي تتداول عليها الأطقم والفساتين الجديدة«. أما نرجس فقالت إن الفتاة التي تمكث بلباس واحد أصبحت النظرات والهمسات تلحقها من كل جانب، وفُرض تغيير الملابس على جل الفتيات فرضا في حفلات العرس فلم يجدن البديل إلا في كراء بعض مستلزمات العرس من المحلات المختصة في الكراء بمبالغ معقولة عوض شراء فستان واحد بمبلغ يفوق 7000 دينار. اقتربنا من صاحب أحد المحلات المتواجد بالسوق واستفسرناه عن مدى الإقبال فقال إن الإقبال هو متزايد على محله خاصة في موسم الأعراس، حيث تفضل بعض الفتيات اللجوء إلى مثل تلك المحلات بغرض كراء بعض المقتنيات التي تستعملها في العرس، بالنظر إلى الغلاء الذي تعرفه ملابس الأعراس، فعوض اقتنائهن لباسا واحدا من أجل المكوث به طيلة فترة العرس، يفضلن كراء ثلاثة والتي لا تتعدى في مجملها مبلغ 5000 دينار، فمن جهة يوفرن أموالهن ومن جهة أخرى يستفدن بأكثر من تغييرة، وقال إن هناك إقبالا على محله حتى من طرف السيدات المتقدمات في السن نوعا ما بغرض كرائهن بعض »الجبات« المخصصة للزفاف والتي تلائم أعمارهن بمبالغ معقولة.