وسط عجز السلطات عن تحقيق حلم المئات من الشباب مستثمر فلاحي يعطّل مشروع ملعب بتازروت لأكثر من 30 سنة ناشد سكّان قرية تازروت ببغلية، شرق ولاية بومرداس، والي الولاية التدخّل العاجل لفض النّزاع القائم بين مستثمر وفلاحي والمصالح البلدية حول قطعة أرض تمّ تخصيصها لإنجاز مشروع ملعب منذ أزيد من 30 سنة، وهو الحلم الذي يرواد شباب القرية الذين يعيشون فراغا رهيبا بسبي انعدام مثل هذه المرافق في ظل الآفات المختلفة التي تتربص به. وجّهت أمس جمعية قرية تازروت ببغلية مراسلة إلى والي ولاية بومرداس تضمّنت لائحة مطالب تصدّرها مطلب ضرورة التدخّل من أجل الفصل في قضية مشروع إنجاز ملعب جواري بالقرية كباقي القرى المجاورة التي استفادت من هذا المرفق الهام. وتضمّنت المراسلة أن الملعب متواجد في أرضية ترابية منذ 30 سنة، وقد استفادت القرية من مبلغ مالي من أجل انطلاق في تهيئة الملعب إلاّ أن المشروع بقي متوقّفا منذ أكثر من 7 سنوات بسبب الأرضية التي خصّصت لإنجاز المشروع، والتي هي محلّ صراع بين مستثمر فلاحي والمصالح البلدية. وطالبت الجمعية في مراسلتها بالالتفات إلى هؤلاء الشباب الذين قالت عنهم إنهم بحاجة إلى هذا المرفق الهام أكثر من أيّ وقت مضى بعد أن استفحل الإجرام والمخدّرات و(الحرفة) وكلّ الآفات الاجتماعية التي تتربّص بالشباب، مؤكّدة أنهم يعيشون في فراغ رهيب لانعدام المرافق الرياضية والترفيهية بالقرية، وقالت الجمعية: (لم ندر أين وصل ملف مشروع إنجاز ملعب جواري كغيرنا من ال 14 قرية التابعة لبلدية بغلية التي استفادت من هذا المرفق الهام الذي يحوي شباب القرية الضائع). وحسب ما جاء في المراسلة فإن القطعة الأرضية التي خصّصت لإنجاز مشروع الملعب، والتي (يزعم) أحد المستثمرين الفلاحيين أنها ملكا له لم تكن يوما منطقة صالحة للزراعة، حيث أنها ومنذ 1985 وهي عبارة عن قطعة ترابية كان يمارس فيها شباب القرية هوايتهم المفضّلة كرة القدم، ولقد تمّ توسيعها آنذاك من طرف المصالح البلدية، إلاّ أن الأشغال توقّفت دون استكمال المشروع بعد أن تعطّلت جرّافة التوسيع وبقي الأمر على حاله لفترة طويلة. وأضافت المراسلة أنه وفي سنة 2010 تنقّل شباب القرية إلى المصالح البلدية والدائرة للمطالبة بتسوية أرضية الملعب، وكان وعد آنداك رئيس البلدية بإدراج القرية ضمن مخطّطات برامج التنمية التي تخصّص للبلدية، خاصّة ما تعلّق بهذا المرفق. وفي سنة 2012 سطّرت بلدية بغلية برنامجا لإنشاء ملاعب جوارية عبر 14 قرية التابعة لها، إلاّ أن قرية تازروت تمّ استثناءها بسبب عدم تسوية الوعاء العقاري الذي زعم أحد المستثمرين الفلاحيين أنه ملكية خاصّة له، الأمر الذي عطّل انطلاق المشروع. وفي سنة 2013 بعد تأسيس جمعية قرية تازروت تمّ إرسال عدّة شكاوى إلى المصالح البلدية والدائرة، كما تمّ عقد اجتماعات مع رئيس البلدية والدائرة رفقة أعضاء الجمعية حول القضية. وأكّد رئيس البلدية أن هناك ميزانية خصّصت لإنجاز مشروع الملعب في انتظار تسوية الوعاء العقاري إلاّ أن الأمر بقي على حاله منذ ذلك الحين، ما دفع سكّان القرية -حسب المراسلة ذاتها- إلى تهيئة أرضية الملعب على حساب شباب القرية وإعانة بعض المستثمرين بالمنطقة، مؤكّدين في الأخير أنهم ينتظرون بفارغ الصبر تدخّل والي ولاية بومرداس لإنصافهم وانتشالهم من هكذا وضع بعد أصبح التنقّل يوميا إلى ملاعب القرى المجاورة أمرا صعبا.