التحرش بالفعل بلية ابتلي بها مجتمعنا الجزائري المحافظ نظرا لتدني الوازع الأخلاقي وتفشي البطالة وتعاطي المخدرات، حيث أصبح الفراغ سيد الموقف مما جعل شبابنا يقضي طوال وقته في الشوارع يتصيدون المارة من الفتيات والنساء المتزوجات العاملات والمتسوقات واللائي يخرجن لقضاء أغراضهن واقتناء حاجياتهن حتى أصبح الزوج يستحي من مرافقة ابنته أو زوجته والسير معها في الشارع العام جراء ما يتلقاه من معاكسات وما يسمعه من كلام بذيئ، عار عليك أيها الشاب أن توجه مثل هذه الكلمات والمعاكسات لأبناء الرجال وزوجاتهم وأخواتهم، وليتك كلما سولت لك نفسك بذلك أن تتذكر وتتخيل أختك أو أمك أو زوجتك التي يوجه إليها هذا الكلام وهي التي تتلقاه، ترى كيف ستكون ردة فعلك هل سترضى بهذا؟ إن رضيت بذلك فإما أن تكون ديوثا أو راضيا وضميرك هو من يحكم عليك بذلك، وإلا فكيف تسمح لنفسك بأن تكون أنت من يصدر منه هذا الفعل المنافي للأخلاق والذي تنبذه جميع الشرائع والأديان. فالتحرش عبر الشوارع سواء اللفظي أو الجسدي هو جانب من جوانب العنف المسلط على العنصر الأنثوي من مختلف الأعمار والشرائح، فلم تعد تسلم لا الآنسة ولا السيدة ولا حتى العجوز من تلك المظاهر التي ملأت شوارعنا وللأسف، وهو يعد امتدادا للتحرش الممارس ضد النسوة عبر الحافلات والذي تعدى خطوطه الحمراء في الآونة الأخيرة حتى أضحى يخيل للكل أن أغلب الرجال شواذ وللأسف، بالنظر إلى تكرر تلك المناظر المخزية التي ملأت الحافلات وآخرها كان بمحاولة أحد الرجال الالتصاق بامرأة إلا أنها تفطنت له وأمرته في الحين بالابتعاد عنها وإلا صعّدت الأمر فما كان على ذلك النذل إلا الابتعاد فورا وهو مطأطأ الرأس بفعلته الدنيئة تلك، فالنسوة الجزائريات أضحين يشتكين من مختلف أنواع التحرش المسلط عليهن عبر الشوارع وفي كل مكان، بحيث لازال يُنظر إلى المرأة بأنها ذلك الكائن الضعيف الذي يسهل الانقضاض عليه بكل بساطة عن طريق تلك الممارسات الدنيئة التي لا تخدم أعراف المجتمع المحافظ كما أنها تتناقض وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. فكن رجلا وامقت هذا الفعل أو الجرم كما تمقته لو وجّه لأهلك وذويك، واحفظ كرامة الرجال يحفظ الله كرامتك، واعتبر كل أنثى في الشارع هي أختك أو أمك أو زوجتك أو ابنتك، وصن لسانك واغضض من بصرك يحفظ الله عورتك ويصن لك أهلك وذويك من كل مكر وسوء يتعرضون له، كن جزائري الطباع والخلق وانبذ كل ما قد يسيء لغيرك واعلم أن ما يضر بأخيك يضرك وما يصون شرف أخيك يصون شرفك هي نصيحة لنفسي قبل أن تكون لك فلنتحد أخي الشاب الجزائري ونعلنها حملة لحماية مجتمعنا من الانحلال الخلقي وما يجر لنا من بلايا وجرائم قد تعصف بنسيجه المتماسك وتهد بنيانه هذا.