(أسطول الحرّية 3) ينطلق نحو غزّة بحضور جزائري متميّز* * الصهاينة يهدّدون بمنع الأسطول من الوصول إلى غزّة** انطلق من جزيرة كريت اليونانية (أسطول الحرّية 3) أمس الجمعة الذي يضمّ عدّة سفن تقلّ ناشطين مؤيّدين للفلسطينيين لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزّة، ويشهد الأسطول حضورا جزائريا متميّزا يصنعه عدد من المثقّفين الذين قرّروا أن يكونوا جزءا من صرخة الشرفاء في وجه بني صهيون، وفي مقدّمة هؤلاء النائب البرلماني ناصر حمدادوش وبحضور مؤسسة (الشروق) الإعلامية. ذكر القائمون على الأسطول في بيان لهم أمس الجمعة أن (الهدف يتمثّل في كسر الحصار على القطاع) الذي اعتبره أكبر سجن مفتوح في العالم، حيث توافدت السفن من عدّة موانئ أوروبية إلى نقطة التجمّع في جنوب كريت. وتأتي الحملة الحالية في وقت يواجه فيه الكيان الإرهابي الصهيوني ضغوطا دولية متزايدة بشأن ما يحدث في قطاع غزّة، خاصّة بعد نشر تقرير للأمم المتّحدة الاثنين أشار إلى أن إسرائيل والمجموعات المسلّحة الفلسطينية ارتكبت على الأرجح جرائم حرب خلال الحرب الإسرائيلية على غزّة استمرّت خمسين يوما وخلّفت أكثر من 2200 قتيل فلسطيني غالبيتهم من المدنيين و73 قتيلا في الجانب الإسرائيلي معظمهم من الجنود 2014. وتحمل مراكب الأسطول نحو 70 شخصا، من بينهم الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي والنائب العربي في الكنيست الصهيوني باسل غطّاس والناشط السويدي درور فايلر. وكتب غطّاس على صفحته في موقع (الفايس بوك): (وأخيرا وبعد تعقيدات كبيرة ننطلق الآن من على ظهر سفينة الحرّية السويدية ماريان في الطريق إلى غزّة). وأكّد الناشط درور فايلر من على متن ماريانو وهو سويدي مولود في إسرائيل لإذاعة (الشمس) أن أحد مراكب الأسطول تعرّض لتخريب نفّذه (محترفون)، الأمر الذي تطلّب إصلاح إحدى المراوح قبل المغادرة، وأضاف أن (هناك قوى مسيئة تحاول وقفنا). من جانب آخر، أعلنت مساعدة وزير الخارجية الصهيونية تسيبي هوتوفيلي في وقت سابق من الأسبوع الحالي أن وزارة الخارجية تعمل على مدار الساعة (من خلال القنوات الدبلوماسية) لمنع وصول الأسطول إلى القطاع وندّدت (بعمل محرّضين يهدفون إلى تشويه صورة إسرائيل). يذكر أن الكيان الصهيوني المسمّى إسرائيل فرض حصارا برّيا وبحريا وجوّيا في جوان 2006 على القطاع إثر خطف جندي إسرائيلي، ثمّ شدّدته في جوان 2007 بعد سيطرة حركة (حماس) على قطاع غزّة. وكانت (إسرائيل) قتلت عشرة أتراك في ماي 2010 كانوا على متن سفينة (مافي مرمرة) التركية بعد أن هاجم كوماندوس إسرائيلي في المياه الدولية أسطولا من ست سفن كان يحمل مساعدات إنسانية إلى غزّة. وحاولت عدّة سفن يقودها ناشطون مؤيّدون للفلسطينيين بعد أسطول الحرّية الوصول إلى شواطئ غزّة، لكن البحرية الإسرائيلية منعتها. للإشارة، ذكرت صحيفة (يسرائيل هايوم) الصهيونية أن (إسرائيل) كانت قد سعت إلى منع انطلاق أسطول الحرّية الجديد من الوصول إلى شواطئ غزّة من خلال الاتّصال بالدول التي تتبع لها السفن ومطالبتها بمنعها من المشاركة في الأسطول، وكذلك مطالبة الدول بمنع مواطنيها من المشاركة في الحملة، مدّعية أن هؤلاء المواطنين يتّجهون نحو خوض مواجهة مع (إسرائيل). وقالت الصحيفة إن تل أبيب أكّدت أنها لن تسمح للأسطول بالوصول إلى شاطئ غزّة، مضيفة أن القيادة السياسية الإسرائيلية ترى أنه لا يوجد موضوعيا أيّ مانع لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزّة، شريطة أن يتمّ فحصها بالطرق المقبولة للتأكّد من أنها ليست معدّات تخدم الإرهاب، على حدّ قولهم. وبعث مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد برسالة إلى الأمين العام للأمم المتّحدة عبر السفير الإسرائيلي يحتجّ فيها على انطلاق الأسطول، قائلا: (علمنا بأن مجموعة تسمّى تحالف أسطول الحرّية تبحر باتجاه قطاع غزّة بهدف معلن هو خرق الحصار البحري الإسرائيلي في المنطقة، ويتحتّم على المجتمع الدولي إرسال رسالة واضحة إلى المنظّمين والمشاركين في هذا الاستفزاز بأن مثل هذه المبادرات تزيد فقط من التوتّر المتصاعد في المنطقة).